عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في وسط آيات خاصة بنساء النبي حتى يتوطن في ذهن المسلم أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم من أهل البيت وبالتالي يضيع المفهوم الحقيقي لأهل البيت والخاص بالإمام علي وفاطمة وذريتهما ويتشتت بين نساء النبي وذرية على. (6).
وبالنسبة للأمر الثاني فإن تجريد المصحف من المعاني والتفسيرات التي تلقاها الصحابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم يعني حرمان المسلمين من الوسيلة الشرعية لفهم القرآن التي تحسم الخلاف الذي من الممكن أن يقع حول تفسيره. وقد وقع هذا الخلاف..
ويعني من جهة أخرى الحيلولة دون فهم القرآن على نهج النبي صلى الله عليه وسلم ودفع المسلمين إلى تلقي هذا الفهم من جهة محددة هي الجهة التي سوف يفرضها الحكم..
ومن أمثلة ذلك ما كان في مصحف ابن عباس فقد كان يقرأ قوله تعالى في سورة النساء: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن) كان يقرأها: فما استمتعتم به منهن - إلى أجل مسمى - فآتوهن أجورهن. (7).
ولا شك أن مصحف كهذا سوف يخدم خط بني أمية ويسهم في دعم نموذج الإسلام الذي فرضوه على الأمة. فهو مصحف قابل للتأويل ويمكن استثمار نصوصه بهذا الشكل لصالحهم..
الركيزة الثانية: الصحابة ولقد كانت العناصر التي تحالفت مع معاوية والتي أمكن استقطابها من قبله بمثابة صمام أمن للخط الأموي وركيزة أساسية في بناءه..