والمتأمل في هذه الرواية يتبين له كم هي تحط من قدر الرسول وتظهره بمظهر الرجل المنشغل بنسائه المتعلق بهن المشغول بمشاكلهن الشغوف بابنة أبي بكر بحيث لا يفارق خدرها ولا يمل جوارها..
وكيف يطالب الرسول بالعدل وهو الذي بعث لتحقيقه بين الناس..؟
وإذا كان الرسول عاجز عن تحقيق العدل بين نسائه وقد قرب عائشة على حسابهن أليس من الأولى أن يكون عاجزا عن تحقيق العدل بين الناس..؟
إن هذا الصدام بين امرأتين من نساء الرسول على مشهد منه بينما هو يواجهه بالتبسم قائلا لزينب: إنها ابنة أبي بكر. ليدل على تهاون من قبل الرسول وإصرار منه على تقديم عائشة وظلم بقية نساءه. وكيف لنا أن ننسب إلى الرسول هذا اللهم لا تؤاخذنا. لكنها روايات القوم..
ولنتأمل رواية ثالثة على لسان عائشة تكشف لنا مدى انشغال الرسول بها حتى وهو مع نساءه في ليلتهن: تقول الرواية: إن كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليتفقد - نساءه - يقول أين أنا اليوم؟ أين أنا غدا.؟ - استبطاء ليوم عائشة -.. (54).
إن الرسول بهذه الصورة التي تصورها لنا هذه الرواية ليس إلا مجرد عاشق ولهان ليس على لسانه سوى عائشة كما ليس في قلبه سواها. وما علاقته بنساءه الآخريات سوى علاقة فاترة لا نشوة لها ولا أثر. فإن النشوة والأثر لا يكون إلا مع عائشة فهل يرتضي مسلم أن يكون رسوله بهذه الصورة الفاضحة..؟.
ثم إن هذه الرواية كما تؤكد عائشة كانت قبل وفاة الرسول بساعات قليلة أي أن عمر الرسول وقتها قد جاور الستين ببضع سنين بينما هي لم تتجاوز الثمانية عشر عاما. فهل يعقل أن شيخا في مثل هذا السن يكون متعلقا بالنساء إلى هذا الحد..؟
تقول عائشة استكمالا للرواية السابقة: فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري.. أي أن الرسول بعد أن أفلت من نساءه وظفر بعائشة توفاه الله دون أن يقضي وطره منها. أي أن الرسول مات في حضن عائشة..