على عائشة وحفصة فخرجتا معه جميعا. وكان الرسول إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث معها. فقالت حفصة لعائشة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك فتنظرين وأنظر. قالت: بلى. فركبت عائشة على بعير حفصة وركبت حفصة على بعير عائشة. فجاء رسول الله إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم ثم سار معها حتى نزلوا. فافتقدته عائشة فغارت. فلما نزلوا جعلت تجعل رجلها بين الإذخر وتقول يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني.. رسولك ولا أستطيع أن أقول شيئا.. (61) إن هذا النص يفرض عدد من التساؤلات:
هل كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يأخذ نساءه معه عند الخروج..؟
ولماذا ندمت عائشة على ما فعلت مع حفصة..؟
وهل الغيرة تدفع بأم المؤمنين إلى محاولة الانتحار بوضع رجلها في نبت تكثر فيه الهوام كالحيات وغيرها..؟
إن القرآن يكشف لنا أن رسول الله كان يخلف دائما النساء والصبيان والعجزة عند خروجه للغزو. وهو الدافع الوحيد لخروجه فلم يكن يخرج لسبب آخر فلم نسمع أن الرسول خرج للصيد أو التنزه فلم يكن لديه الوقت لمثل هذه الأمور والذي تؤكده كثير من الروايات أن مسؤوليات وتبعات الدعوة كانت ثقيلة عليه بحكم كونه خاتم الأنبياء. والإسلام هو خاتم الرسالات (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا)..
فهل رسول خاتم يحمل مثل هذه المسؤولية لديه وقت للهو مع النساء..؟
وهل يمكن لامرأة مثل عائشة أن تتدلل على الرسول إلى هذا الحد..؟
وهل الرسول بمثل هذه السذاجة بحيث تنطلي عليه حيلة حفصة فيأخذها وهي على بعير عائشة ويسلم عليها ولا يعرفها..؟
وتروي عائشة: فلما نزل برسول الله (صلى الله عليه وسلم) المرض - ورأسه على فخذي غشي