لا رفعك الله فقال لها أعرابي لم تقولين هذا والله إني لأراه يسود قومه. فقالت:
لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه (31).
ويروى عن ابن عباس قوله: ما رأيت أحدا أحلى للملك من معاوية.. (32) ويروى على لسان الرسول (ص) قوله لمعاوية: يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله وأعدل.
يقول معاوية معلقا: فما زلت أظن أني مبتلى بعمل سويد فيه مقال.. (33) رجال معاوية لم تكن لمعاوية مكانة ولا قدرا في الإسلام. ولم يكن بصاحب علم أو دين.
إنما كان صاحب جاه ونفوذ لذا فإن الذين التفوا من حوله كانوا من أصحاب الدنيا والمغنم ولم يكونوا من أصحاب الدين..
وكانت وسائل معاوية في جذب الرجال إليه تتركز. في المال والإغراء بالمناصب كما تتركز في الدعاية المضللة التي تهدف إلى التمويه على الباطل الذي يمثله ويرفع رايته..
المال والمناصب كانت وسيلة جذب من يعرفه وعاصره..
والدعاية كانت وسيلة جذب من لا يعرفه من التابعين..
وكلا من الطرفين كان يرتبط بمعاوية ارتباطا مصيريا إذ أن تركه معاوية يعني أنه لن يجد مكانا لدى الطرف الآخر طرف الإمام علي..
ومن أبرز العناصر التي التفت حول معاوية وتحالفت معه: عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وأبو هريرة وأبو موسى الأشعري ومروان بن الحكم.