السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ٣٥
يعرض عنها ثم أجابها في الثالثة بقوله: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها.. (57) وظاهر الرواية يفيد أن نسوة النبي استفزهن أمر الهدايا فاجتمعن لهذا الغرض وأوفدن أم سلمة للتحدث بلسانهن مع الرسول الذي كان في مكانه المعتاد إلى جوار عائشة. فهل كان الرسول لا يشغله سوى النسوة ومشاكلهن..؟
أن الرواية تقول إن الرسول انحاز إلى عائشة كما انحاز إليها في الرواية السابقة ضد بقية زوجاته معتبرا أن مثل هذا السلوك يعتبر أذى له مؤكدا أن درجة عائشة أعلى من درجتهن لأن الوحي كان ينزل في لحافها ولم ينزل في لحافهن فهل كان الوحي يتنزل على الرسول وهو في لحاف عائشة..؟
أليس هذا امتهانا للوحي وللرسول أن تتنزل آيات الله في هذا الموضع..؟
لقد بلغ القوم مبلغا عظيما في محاولاتهم اختراع المناقب لعائشة إلى الدرجة التي أهانوا فيها الرسول وأهانوا فيها الوحي وأهانوا فيها بقية زوجات الرسول..
وتستمر عائشة في رواية فضائلها قائلة: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا عائش هذا جبريل يقرأ عليك السلام. فقلت: وعليه السلام ورحمة الله. وهو يرى ما لا أرى.. (58) ويبدو أن القوم أرادوا أن ينتزعوا لعائشة منقبة على لسان الوحي بعد أن عجزوا عن انتزاعها من لسان الرسول. حتى أن أنس بن مالك يروي على لسان الرسول قوله: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام.. (59) ألم يجد الرسول شيئا يفضل به عائشة على غيرها سوى الطعام..؟.
هل كان الرسول أكولا وعاشقا للطعام إلى الحد الذي يضرب به المثل..؟.
تروي عائشة: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة

(56) مسلم فضائل عائشة وانظر البخاري..
(57) البخاري. فضل عائشة..
(58) مسلم فضائل عائشة..
(59) المرجع السابق..
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة