(ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون * والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم) (1)، قال: كان المهاجرون لما قدموا المدينة، يرث المهاجر الأنصاري، دون ذوي رحمته، للأخوة التي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينهم، فلما نزلت الآية (ولكل جعلنا موالي...) نسخت، ثم قال: (والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم) من النصر والرفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراث، ويوصى له (2).
على أن هناك ما يشير إلى أن منع الإرث، إنما كان بعد أحد، وليس بعد بدر، جاء في تفسير ابن كثير: أخرج ابن سعد: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين الزبير بن العوام وكعب بن مالك، قال الزبير: لقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد، فقلت: لو مات ورثته، فنزلت آية الأنفال (75).
ولا ريب في أن الهدف من المؤاخاة إنما كان ليذهب عن المهاجرين وحشة الغربة، ويؤنسهم، من مفارقة الأهل والعشيرة، ويشد أزرهم بعضهم ببعض، ويتوارثون بعد الممات، دون ذوي الأرحام، ويروي ابن إسحاق في السيرة عن تفاصيل هذا الإخاء فيقول: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال: تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: هذا أخي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه أخوين، ثم يعدد ابن إسحاق أسماء من آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينهم من المهاجرين والأنصار (3).
ولعل من الجدير بالإشارة أن هناك مؤاخاة أخرى، كانت قبل الهجرة، آخى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حمزة وزيد بن حارثة، وبين أبي بكر وعمر بن