الشريفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤدي عني، إلا أنا وعلي)، وحين يعتذر علي بأنه ليس لسنا ولا خطيبا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم، له (لا بد لي أن أذهب بها أنا، أو تذهب بها أنت)، وهكذا يضع النبي صلى الله عليه وسلم الإمام بمنزلة نفسه، أفلا يكون هذا دليلا على أن عليا إنما هو خليفة النبي من بعده؟ (1).
12 - قوله صلى الله عليه وسلم في علي يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ليس بفرار:
روى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي حازم قال: أخبرني سهيل بن سعد رضي لله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فبات الناس يدركون أيهم يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب، فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأتى فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ كأن لم يكن له وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال:
أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم (2).
وفي رواية عن سلمة رضي الله عنه قال: كان علي رضي الله عنه تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم، في خيبر، وكان رمدا، فقال: أنا أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلحق، فلما بتنا الليلة التي فتحت، قال: لأعطين الراية غدا - أو ليأخذ الراية غدا - رجل يحبه الله ورسوله، يفتح عليه، فنحن نرجوها، فقيل: هذا علي، فأعطاه ففتح عليه (3).