الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨١٢
الشجر، واحترق كل عشب أخضر.
8 ونفخ الملاك الثاني في بوقه، فألقي في البحر مثل جبل عظيم مشتعل، فصار ثلث البحر دما، 9 ومات ثلث الخلائق التي في البحر، وتلف ثلث السفن.
10 ونفخ الملاك الثالث في بوقه، فهوى من السماء كوكب عظيم يلتهب كالمشعل، فسقط على ثلث الأنهار وعلى ينابيع المياه. 11 واسم الكوكب علقم، فصار ثلث المياه علقما (3)، وكثير من الناس ماتوا بالمياه لأنها صارت مرة.
12 ونفخ الملاك الرابع في بوقه، فأصيب ثلث الشمس وثلث القمر وثلث الكواكب، حتى أظلم ثلثها ففقد النهار ثلث ضيائه والليل كذلك.
13 وتوالت رؤياي فسمعت عقابا يطير في كبد السماء، ويقول بأعلى صوته: " الويل الويل الويل لأهل الأرض من سائر أصوات أبواق الملائكة الثلاثة الذين سينفخون فيها! ".
[البوق الخامس] [9] 1 ونفخ الملاك الخامس في بوقه، فرأيت كوكبا من السماء قد هوى إلى الأرض (1)، وأعطي مفتاح بئر الهاوية (2)، 2 ففتح بئر الهاوية، فتصاعد من البئر دخان مثل دخان أتون كبير، فأظلمت الشمس والجو من دخان البئر، 3 ومن الدخان انتشر جراد على الأرض، وأولي سلطانا كالسلطان الذي لعقارب الأرض، 4 وأمر بألا ينزل ضررا بعشب الأرض ولا بأي شئ أخضر ولا بأي شجر كان، بل بالناس الذين ليس ختم الله على جباههم، 5 وأجيز له، لا أن يميتهم، بل أن يعذبهم خمسة أشهر، ويكون عذابهم مثل عذاب العقرب عندما تلسع الإنسان (3).
6 وفي تلك الأيام يطلب الناس الموت فلا يجدونه، ويشتهون أن يموتوا فيهرب الموت منهم.
7 ومنظر الجراد أشبه بالخيل المعدة للحرب، وعلى رؤوسه مثل أكاليل من ذهب، ووجوهه كوجوه البشر، 8 وله شعر كشعر النساء، وأسنانه كأنياب الأسود، 9 وكان له دروع كدروع من حديد، وحفيف أجنحته كضجيج المركبات تجري بها طائفة من الخيل إلى الحرب. 10 وله أذناب أشبه بأذناب العقارب لها حمات (4)، وفي أذنابه سلطان على أن ينزل الضرر بالناس مدة خمسة أشهر، 11 وعلى رأسه ملك هو ملاك الهاوية يسمى بالعبرية أبدون، واسمه باليونانية أبليون (5).

(3) العلقم نبات عطري يحتوي على مادة مرة وسامة.
(1) استعارة كثيرا ما استعملت في الرؤى اليهودية للإشارة إلى سقوط الملائكة (راجع رؤ 12 / 4).
(2) المكان الذي تسجن فيه القوى الشيطانية إلى حين (راجع رؤ 11 / 7 و 17 / 8 و 20 / 1 و 3 ولو 8 / 31).
(3) الترجمة اللفظية: " وتعذيبه أشبه بتعذيب العقرب، حين يجرح انسانا ".
(4) حمات: جمع حمة: إبرة العقرب.
(5) ليس هذا الجراد (راجع رؤ 8 / 6 +) مجرد ظاهرة طبيعية، ولو مدمرة جدا، بل يدل صراحة على قوى جهنمية. رئيسها يحمل اسما عبريا " ابدون " يعني: " الهلاك والدمار ". وفي الدين اليهودي الذي جاء بعد الكتاب المقدس، يرادف هذا اللقب مثوى الأموات. أما الاسم اليوناني " ابليون " فمعناه " المدمر ". فالنقل من العبرية إلى اليونانية غير كامل (انتقال من موصوف عبري إلى اسم فاعل يوناني). لكن هذا الوجه التقريبي قد يكون مقصودا، لأنه يصلح لجناس، ف‍ " ابليون " يذكر بالإله اليوناني الكبير " ابلون ".
(٨١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 807 808 809 810 811 812 813 814 815 816 817 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة