الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٥٨
وأراهم يديه وجنبه (11) ففرح التلاميذ لمشاهدتهم الرب (12). 21 فقال لهم ثانية:
" السلام عليكم! كما أرسلني الآب أرسلكم أنا أيضا " (13). 22 قال هذا ونفخ فيهم (14) وقال لهم: " خذوا الروح القدس. 23 من غفرتم لهم خطاياهم تغفر لهم، ومن أمسكتم عليهم الغفران يمسك عليهم " (15).
24 على أن توما أحد الاثني عشر، ويقال له التوأم (16)، لم يكن معهم حين جاء يسوع.
25 فقال له سائر التلاميذ: " رأينا الرب ". فقال لهم: " إذ لم أبصر أثر المسمارين في يديه، وأضع إصبعي في مكان المسمارين، ويدي في جنبه، لن أومن ". 26 وبعد ثمانية أيام كان التلاميذ في البيت مرة أخرى، وكان توما معهم. فجاء يسوع والأبواب مغلقة، فوقف بينهم وقال: " السلام عليكم "! 27 ثم قال لتوما: " هات إصبعك إلى هنا فانظر يدي، وهات يدك فضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل كن مؤمنا ". 28 أجابه توما: " ربي وإلهي! " (17) 29 فقال له يسوع: " ألأنك رأيتني آمنت؟ طوبى للذين يؤمنون ولم يروا " (18).
30 وأتى (19) يسوع أمام التلاميذ بآيات أخرى كثيرة لم تكتب في هذا الكتاب، 31 وإنما كتبت هذه لتؤمنوا (20) بأن يسوع هو المسيح ابن الله، ولتكون لكم إذا آمنتم الحياة باسمه (21).

(11) المقصود هو التشديد على الصلة القائمة بين يسوع الذي تألم وذاك الذي معهم للأبد (راجع عب 2 / 18).
(12) إن لقاء المسيح القائم من الموت هو مصدر الفرح (راجع 15 / 11 و 16 / 20 - 24 و 17 / 13 ومتى 28 / 8 ولو 24 / 41 و 52).
(13) تنشأ رسالة التلاميذ عن حدث الفصح (راجع متى 28 / 16 - 20 ومر 16 / 15 - 20 ولو 24 / 44 - 49 ورسل 10 / 7 - 8)، لكن يوحنا يؤصلها في مجمل رسالة يسوع (17 / 17 - 19).
(14) يذكر الفعل اليوناني بخلق الإنسان في البدء (تك 2 / 7) ويوحي بأننا أمام خلق جديد، أمام قيامة حقيقية (حز 37 / 9 وروم 4 / 17). سيكون الروح قوة الخلاص التي سيظهرها التلاميذ بعد اليوم باتحادهم بيسوع (راجع 15 / 26 - 27 و 17 / 17 - 19).
(15) إن الاختلاف في تفسير هذه الآية لا يدور حول طبيعة السلطان الذي تمنحه أقوال يسوع للتلاميذ (راجع متى 16 / 19 و 18 / 18) بقدر ما يدور حول تحديد الذين يمارسون هذا السلطان. يعتقد التقليد الكاثوليكي والتقليد الأرثوذكسي بأن المقصود هم الكهنة. أما التقليد البروتستانتي فيعتقد بأن المقصود هو " الذي هو أداة الروح ".
(16) راجع 11 / 16 و 14 / 5 و 21 / 2.
(17) هذه آخر شهادة إيمان في الإنجيل، وهي تجمع بين لقبي " رب " و " إله " (راجع 1 / 1 و 18 وراجع روم 9 / 5).
(18) لا يقوم الإيمان بعد اليوم على العيان، بل على شهادة الذين عاينوا. وبهذا الإيمان يدخل المسيحيون في اتحاد وثيق بالمسيح القائم من الموت (17 / 20).
(19) لا شك أن هذه الخاتمة كانت خاتمة الإنجيل، وتتضمن هدفه.
(20) المقصود هو، بوجه خاص، التقدم في الإيمان عند الذين تم انتماؤهم إلى جماعة المؤمنين. لكن الهدف التبشيري يبقى أمرا محتملا.
(21) يدور الإيمان في جوهره حول يسوع المعترف به في منزلته ابن الله وفي رسالته لأنه المشيح، وهو يهب للذين يؤمنون حقا الحياة الأبدية بالاتحاد به (راجع 1 / 12 - 16 و 3 / 16، الخ).
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 363 365 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة