القس: الذي أقوله عاجلا على سبيل الاجمال هو عذرها عن غفلتها عن الأمور التي استدركها عليها العهد الجديد. مع أنها أمور مهمة في النبوات. ولا أحب أن أجاهر وأكاشفك عاجلا بهذه الأعذار حتى تكون أنت تجاهر وتكاشفني.
وإنك قد تدرجت في معرفة العذر باعتراضاتك المتقدمة.
عمانوئيل: يا سيدي تركتني برموزك هذه معلقا بين السماء والأرض. فترحم علي بالصراحة المريحة.
القس: سوف تستقر قدماك على اليقين الثابت فلا تعجل.
عمانوئيل. يا سيدي وهل من المعقول ما يذكره القرآن في شأن إبراهيم والنار.
القس. عجبا. وإنك مثل كثير من أصحابنا تعترض ولا تدرب بما في كتب ديانتك.
ألم تقرأ في كتاب دانيال في الفصل الثالث أن بختنصر ألقى شدرخ، وميشخ، وعبد نغو، في النار التي قتلت بحرها جماعة ممن ألقى هؤلاء الثلاثة فيها.
وأنجى الله هؤلاء الثلاثة في وسط النار المتوقدة وخرجوا منها بعد مدة ولم تكن للنار قوة على أجسادهم وشعرة من رؤسهم لم تحترق وسراويلهم لم تتغير.
يا عمانوئيل وإن كتب اليهود لتذكر نار إبراهيم ونجاته منها.
ولهذه الحادثة آثار تاريخية قديمة تمثل واقعة النار مع إبراهيم.
فإن في نواحي بابل مدينة " بورسيبا " التي تسمى الآن " برس " وهي قديمة جدا ويستدل من الآثار والتقليد البابلي القديم أن فيها كانت بلبلة الألسن. بل إن كلمة بورسيبا معناها في اللغة الأشورية " برج اللغات "