لك ما ينبغي أن تفعل.
والرجال المسافرون معه وقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا يرون أحدا فنهض وكان مفتوح العينين وهو لا يبصر. فاقتادوه وأدخلوه دمشق وكان ثلاثة أيام لا يبصر فلم يأكل ولم يشرب. وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا فقال له المسيح في رؤيا يا حنانيا قم واذهب إلى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاول وضع يدك عليه ليبصر. فمضى ووضع يديه عليه فللوقت وقع من عينيه شئ كأنه قشور فأبصر. وجعل يعظ في المجامع بالمسيح. وبعد أيام تشاور اليهود ليقتلوه فصاروا يراقبون أبواب دمشق ليلا ونهارا بمساعدة ملكها (الحارث العربي) فأخذه التلاميذ ليلا وأنزلوه من السور.
اليعازر: يا عمانوئيل إن هذا الذي تذكره من نداء المسيح لبولس وفتح عينيه أمر خطير وآية كبيرة كافية في الحجة إذا كانت معلومة الصحة والوقوع فهل إلى حصول العلم بها من سبيل ومن ذا الذي يذكرها.
عمانوئيل. إن الذي يذكرها هو كتاب أعمال الرسل المنسوب إلى لوقا عن نقل بولس نفسه.
اليعازر. يا عمانوئيل كنت أحسب أنك تأتيني بجواب له قيمة فإني قد سمعت مكالمتك مع حضرة سيدنا القس في صحيفة 128 إلى 131 واتضح لي منها أن (لوقا) لا يمكن أن نعرف أنه يكتب بالإلهام.
ولا يمكن أن نعرف أنه ممن حل عليه الروح القدس. فماذا يفيدنا كلامه، وإذا بنينا على أنه واحد من المؤمنين بالمسيح فمن أين نعلم أن كتاب أعمال الرسل من إملائه.
ولو علمنا أنه من إملائه وقلنا إنه مؤمن تقي نظن أنه لا يتعمد الكذب لما حدث لنا أقل ظن بهذا المنقول لأن لوقا لم يشاهد هذه الأحوال بل إن النظر في الثاني والعشرين من الأعمالي وصحبة لوقا لبولس يعطيان أن لوقا ينقل ذلك عن بولس نفسه. فهل يحتج بولس على الناس