أصولنا المعقولة المحكمة عند الإلهيين.
وأما الذي تخوضون فيه فإنه يحتاج إلى تمهيد أصول معقولة على أساس رصين لا يرجع إلى تقليد وطفرة وراء الأهواء المعرقلة عن الوصول إلى الحقائق المنزهة.
الحاضرون: حقا تقول. فاستفسر كيف شئت.
عمانوئيل. يا سيدنا القس أفدنا شيئا من تاريخ الكتاب المقدس في الخليقة.
القس: هل عندك نسخة من التوراة أو نسخ متعددة.
عمانوئيل: نعم عندي نسخ عبرانية وعربية وغير ذلك.
القس: أحضرها واقرأ من أول التوراة في سفر التكوين.
عمانوئيل: فقرأت حتى بلغت الفصل الثاني من سفر التكوين فوجدت في العدد الثاني والثالث منه إن الله جل شأنه (استراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. وبارك الله اليوم السابع وقدسه لأنه استراح فيه من جميع عمله الذي عمله.
فقلت: يا سيدي القس:
هل يتعب الله في خلقه لكي يستريح إذا فرغ.
فما بال التوراة لا تراعي جلال الله وتتجنب التعبير السخيف في نسبة الاستراحة إلى الله.
القس: هذا تسامح في التعبير ليس فيه كبير ضرر. وإنك ستلاقي من التوراة شيئا كثيرا مما هو أوحش من هذه العبارة. فإن كنت تضجر من مثل هذا فما حالك إذا قرأت الكثير مما هو أوحش وأوحش يا عمانوئيل روض ذهنك على التحمل وعدم النفرة.