فهذا التأويل محاولة لإخراج الثلاثة من تحت هذا العام تحكما وزورا...
6 - أحاديث عدم موافقة النبي لاستخلاف الشيخين إن هذا التأويل يبتنى على رضا النبي صلى الله عليه وآله وسلم باستخلاف الشيخين والثالث، لكن الأحاديث التي يرويها ثقات أهل السنة أنفسهم صريحة في عدم موافقته مع ذلك وإليك بعضها:
روى بدر الدين محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي بعد ذكر اجتماع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الجن وحضور ابن مسعود هناك: (وقد ورد ما يدل على أن ابن مسعود حضر ليلة أخرى بمكة غير ليلة الحجون فقال أبو نعيم:
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا علي بن الحسين بن أبي بردة البجلي، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن حرب بن صبيح حدثنا سعيد بن مسلم عن أبي مرة الصنعاني عن أبي عبد الله الجدلي عن عبد الله ابن مسعود قال: استتبعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، فانطلقت حتى بلغنا أعلى مكة، فخط علي خطا وقال: لا تبرح، ثم انصاع في الجبال، فرأيت الرجال ينحدرون عليه من رؤس الجبال حتى حالوا بيني وبينه، فاخترطت السيف وقلت: لأضربن حتى استنقذ رسول الله، ثم ذكرت قوله لا تبرح حتى آتيك قال: فلم أزل كذلك حتى أضاء الفجر، فجاء النبي وأنا قائم فقال: ما زلت على حالك؟ قلت: لو مكثت شهرا ما برحت حتى تأتيني، ثم أخبرته بما أردت أن أصنع، فقال: لو خرجت ما التقيت أنا وأنت إلى يوم القيامة، ثم شبك أصابعه في أصابعي وقال: إني وعدت أن تؤمن بي الجن والإنس، فأما الإنس فقد آمنت بي، وأما الجن فقد رأيت وما أظن أجلي إلا وقد اقترب. قلت: يا رسول الله ألا تستخلف أبا بكر؟ فأعرض عني، فرأيت أنه لم يوافقه. قلت: يا رسول الله ألا تستخلف عمر؟ فأعرض عني، فرأيت أنه لم يوافقه. قلت: يا رسول الله ألا تستخلف عليا؟ قال: ذاك والذي لا إله غيره لو بايعتموه وأطعتموه أدخلكم الجنة