أقول: فيكون تأويل حديث الغدير وصرفه عن معناه الظاهر فيه، وكذا أشعار أمير المؤمنين وحسان وقيس بن سعد، وسائر الأحاديث الدالة على إمامة أمير المؤمنين... من أظهر مصاديق ما ذكره (الدهلوي) في أنه من صنيع الملاحدة والزنادقة، وموجب لهدم أساس الدين الحنيف. والعياذ بالله.
7 - استدلال أبي بكر بحديث (الأئمة من قريش) على خلافته على أن هذا التأويل يخالف مقتضى استدلال أبي بكر بحديث (الأئمة من قريش) على خلافته في مقابلة الأنصار، فإن مقتضى ذلك كون الحديث وفيه مادة (الإمامة) ظاهرا في الإمامة والخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أي المعنى المصطلح لا الإمامة في التصوف، وإن أبا بكر قد استند إلى هذا الظهور واحتج به... إذ لو لم تكن (الإمامة) دالة على (الخلافة) لما استند إلى هذا الحديث لإثبات خلافته عن رسول الله.
وأما احتجاجه بالحديث المذكور للخلافة فمذكور في كتب السير والتواريخ وغيرها.
8 - (الإمامة) ترادف (الخلافة) عند أهل السنة بل إن (الإمامة) مرادفة ل (الخلافة) عند أهل السنة كما نص عليه شاه ولي الله الدهلوي (1). وعليه يكون المراد من (الإمام) في أشعار أمير المؤمنين عليه السلام وحسان وقيس هو (الخليفة) لا (إمام التصوف). وبهذا أيضا يبطل تأويل حديث الغدير، ويظهر أنه مخالف لمذهب أهل السنة ومعتقدهم.