الله ليلة الجن فتنفس، فقلت يا رسول الله ما شأنك؟ قال: نعيت إلي نفسي.
قلت: فاستخلف. قال: من؟ قلت: أبا بكر، قال: فسكت ساعة ثم تنفس فقلت: ما شأنك يا رسول الله، قال: نعيت إلي نفسي. قلت: استخلف قال:
من؟ قلت: عمر، فسكت حتى ذهب ساعة ثم تنفس. فقلت: ما شأنك؟ قال:
نعيت إلي نفسي. فقلت: استخلف، قال: من؟ قلت: علي بن أبي طالب. قال:
أما والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعون) (1).
وقال شهاب الدين أحمد: (عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يحكي عن ليلة الجن... ثم شبك صلى الله عليه وسلم أصابعه في أصابعي وقال: إني وعدت أن يؤمن بي الجن والإنس، فأما الإنس فقد آمنت، وأما الجن فقد رأيت، وما أظن أجلي إلا قد اقترب، قلت: يا رسول الله ألا تستخلف أبا بكر؟ فأعرض عني، فرأيت أنه لم يوافقه. قلت: يا رسول الله ألا تستخلف عمر؟ فأعرض عني، فرأيت أنه لم يوافقه. قلت: يا رسول الله ألا تستخلف عليا؟ قال صلى الله عليه وسلم: ذاك والذي لا إله غيره لو بايعتموه أدخلكم الجنة أجمعين أكتعين. رواه الحافظ أبو نعيم في كتابه دلائل النبوة) (2).
وقال عبد القادر بن محمد الطبري (3): (وفي دلائل النبوة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: استتبعني النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فانطلقت معه حتى بلغت أعلى مكة، فخط علي خطة فقال: لا تبرح، ثم انصاع في الجبال فرأيت الرجال ينحدرون عليه من رؤس الجبال حتى حالوا بيني وبينه، فاخترطت السيف وقلت: لأضربن حتى استنقذ رسول الله. ثم ذكرت قوله لا تبرح حتى آتيك. قال: فلم أزل كذلك حتى أضاء الفجر، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قائم فقال: ما زلت على حالك؟ قلت: لو كنت شهرا ما برحت حتى تأتيني ثم أخبرته بما أردت أن أصنع فقال: لو خرجت ما التقيت أنا ولا أنت إلى يوم