على ما تقدم، فإن الله جل وعلا لما قرن بين نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين نفس علي وجمعهما بضمير مضاف إلى رسول الله أثبت رسول الله لنفس علي بهذا الحديث ما هو ثابت لنفسه على المؤمنين عموما، فإنه أولى بالمؤمنين وناصر المؤمنين وسيد المؤمنين. وكل معنى أمكن إثباته مما دل عليه لفظ (المولى) لرسول الله فقد جعله لعلي عليه السلام. وهي مرتبة سامية ومنزلة شاهقة ودرجة علية ومكانة رفيعة خصه صلى الله عليه وسلم بها دون غيره، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لأوليائه) (1).
ترجمة ابن طلحة وابن طلحة المذكور من كبار الفقهاء ومشاهير المحققين، فقد ترجم له وأثنى عليه اليافعي (2). وذكره الأسنوي في (طبقات فقهاء الشافعية) بقوله:
(الكمال النصيبي أبو سالم محمد بن طلحة بن محمد القرشي النصيبي الملقب كمال الدين، كان إماما بارعا في الفقه والخلاف، عالما بالأصلين، رئيسا كبيرا معظما، ترسل عن الملوك وأقام بدمشق بالمدرسة الأمينية، وعينه الملك الناصر صاحب دمشق للوزارة وكتب تقليده بذلك فنصل منه واعتذر فلم يقبل منه، فباشرها يومين ثم ترك أمواله وموجوده وغير ملبوسه وذهب فلم يعرف موضعه. سمع وحدث. وتوفي بحلب في السابع والعشرين من رجب سنة 652. وقد جاوز السبعين. ذكره في العبر مختصرا) (3).
وقال ابن قاضي شهبة بترجمته: (أحد الصدور والرؤساء المعظمين، ولد سنة 582 وتفقه وشارك في العلوم. وكان فقيها بارعا بالمذهب والأصول والخلاف، ترسل عن الملوك وساد وتقدم وسمع الحديث وحدث ببلاد كثيرة... قال السيد