نفحات الأزهار - السيد علي الميلاني - ج ٩ - الصفحة ٢٠٤
جعله النبي صلى الله عليه وسلم وصيه وقائما مقام نفسه بقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه. وذلك كان يوم غدير خم على ما قاله كرم الله وجهه في جملة أبيات منها قوله:
وأوصاني النبي على اختياري * لأمته رضى منه بحكمي وأوجب لي ولايته عليكم * رسول الله يوم غدير خم وغدير خم ماء على منزل من المدينة على طريق يقال له الآن طريق المشاة إلى مكة. كان هذا البيان بالتأويل بالعلم الحاصل بالوصية من جملة الفضائل التي لا تحصى، خصه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فورثها منه عليه الصلاة والسلام) (1).
وقال الفرغاني: (وأما حصة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: فالعلم والكشف وكشف معضلات الكلام العظيم والكتاب الكريم الذي هو من أخص معجزاته صلى الله عليه وسلم، بأوضح بيان بما ناله بقوله: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وبقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه. مع فضائل أخر لا تعد ولا تحصى).
ترجمه الفرغاني وكتابه وقد ذكر كاشف الظنون شرح الفرغاني على التائية. قال: (تائية في التصوف للشيخ أبي حفص عمر بن علي بن الفارض الحموي المتوفى سنة 576 ... ولها شروح منها: شرح السعيد محمد بن أحمد الفرغاني المتوفى في حدود سنة 700. وهو الشارح الأول لها وأقدم الشايعين له، حكي أن الشيخ صدر الدين القونوي عرض لشيخه محي الدين ابن عربي في شرحها فقال للصدر: لهذه

(1) شرح تائية ابن الفارض.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست