حتى جعلوا من قواعدهم: يقع الحكم بالظن الغالب، ولا يلزم من ظنهم صحته، صحته في نفس الأمر، ومن القواعد الجليلة المتفق عليها عند علماء الأصول: أن طروء الاحتمال في المرفوع من وقائع الأحوال، يكسوها ثوب الإجمال، فيسقط به الاستدلال.
خاتمة المقدمة وقال الذهبي - في كتابه بيان زغل العلم والطلب عن علم الحديث -: وأما المحدثون فغالبهم لا يفهمون، ولا همة لهم في معرفة الحديث، ولا في التدين به... معذور سفيان الثوري فيما يقول: لو كان الحديث خيرا لذهب كما ذهب الخبر (نص كلام سفيان: لو كان هذا الحديث خيرا لنقص كما ينقص الخير، لكنه شر فأراه يزيد كما يزيد الشر) صدق والله! وأي خير في حديث مخلوط صحيحه بواهيه، أنت لا تفليه، ولا تبحث عن ناقليه، ولا تدين الله تعالى به - إلى أن قال -: بالله خلونا فقد بقينا ضحكة لأولي العقول، ينظرون إلينا ويقولون هؤلاء هم أهل الحديث!!
لطيفة قيل إنه كان في سكة أبي بكر بن عياش كلب إذا رأى صاحب محبرة - أي من الذين يكتبون الحديث - حمل عليه، فأطعمه أصحاب الحديث شيئا فقتلوه، فخرج أبو بكر فلما رآه ميتا قال: إنا لله ذهب الذي كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر!!
وعن شعبة بن الحجاج: وددت أني وقاد حمام ولم أعرف الحديث. وقال: ما من شئ أخوف عندي أن يدخلني النار من الحديث.
اختلاف الأئمة وعن ابن خلدون في مقدمته: إن الأئمة المجتهدين تفاوتوا في الإكثار