نظرة عابرة إلى الصحاح الستة - عبد الصمد شاكر - الصفحة ١١٧
النبي ما صلى العصر!
عن جابر: أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعدما غربت الشمس، فجعل يسب كفار قريش قال: يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما صليتها... فصلى العصر بعدما غربت الشمس (1).
والحديث غير قابل للتصديق في حقه صلى الله عليه وسلم لأن للصلوات مراتب اضطرارية، وقد نقل مسلم في كتابه عن عبد الله بن عمر أنه يومئ إيماء. ويظهر من الحديث أن جمعا من الصحابة لم يصلوا العصر يومئذ.
وفي رواية عن جابر أن عمر قال: ما كدت أصلي العصر - أي يوم الخندق - حتى غربت، قال: فنزلنا فصلى بعدما غربت الشمس (2).
يظهر منها أن عمر وحده لم يصل العصر، ولا يبعد صحته، وأن الرواية الأولى مجعولة كجعل ما يدل في غير البخاري أنه صلى الله عليه وسلم ترك أربع صلوات.
الجلوس قبل القيام (117) عن مالك... يجلس إذا رفع رأسه من السجود قبل أن ينهض في الركعة الأولى (3).
اقتداء إمام بآخر في صلاته واحدة (118) عن عائشة... فأجلساه إلى جنب أبي بكر، قال: فجعل أبو بكر يصلي وهو يأتم بصلاة النبي، والناس بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد (4).

(1) صحيح البخاري رقم 571.
(2) صحيح البخاري رقم 513.
(3) صحيح البخاري رقم 645 كتاب الجماعة والإمامة.
(4) صحيح البخاري رقم 655، وقد صرح في حديث آخر برقم 681: فكان أبو بكر يصلي قائما وكان رسول الله يصلي قاعدا يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر رضي الله عنه.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست