" بذل الوسع لتحصيل الحجة على الواقع أو على الوظيفة الفعلية الظاهرية " (1).
وهناك تعاريف أخرى للاجتهاد لا تخلو من مناقشات لا نتعرض لها لخروجها عن غرضنا المهم في هذه المقدمة.
الآن وبعد أن اتضح لدينا مفهوم الاجتهاد بمعنييه: العام والخاص، حان لنا أن نستعرض المراحل والأدوار التي مر بها الاجتهاد في المدرستين: مدرسة أهل البيت - عليهم السلام - ومدرسة السنة.
والمقصود - طبعا - من الاجتهاد الذي نريد أن نستعرض مراحله هو الاجتهاد بمعناه العام، الذي يشمل كل عملية يمارسها الفقيه لتحديد الموقف العلمي تجاه الشريعة، سواء كان في صدر الإسلام أم في يومنا هذا، لأن عملية تحديد الموقف العملي تجاه الشريعة لم تكن شيئا مستحدثا، بل يمتد إلى تاريخ صدر الإسلام.