كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم. (1) (قال) وثالثتها: أنه سئل عن الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والإسرار به فقال: لا أدري هذه المسألة (قال) فثبت أن الرواية عن أنس في هذه المسألة قد عظم فيها الخبط والاضطراب فبقيت متعارضة فوجب الرجوع إلى غيرها من سائر الأدلة (قال الإمام الرازي) وأيضا ففيها تهمة أخرى وهي أن عليا عليه السلام كان يبالغ في الجهر بالتسمية فلما وصلت الدولة إلى بني أمية بالغوا في المنع من الجهر بها سعيا في إبطال آثار علي عليه السلام (2).
(قال) فلعل أنسا خاف منهم فلهذا السبب اضطربت أقواله (قال) ونحن مهما شككنا في شئ فلا نشك في أنه إذا وقع التعارض بين قول أمثال أنس وابن المغفل وبين قول علي بن أبي طالب عليه السلام الذي بقي عليه طول عمره فإن الأخذ بقول علي أولى (قال) فهذا جواب قاطع في المسألة إلى أن قال: ومن أتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه إلى آخر كلامه (3) قلت: فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.