حقيقة علم آل محمد (ع) وجهاته - السيد علي عاشور - الصفحة ٩٩
بتقريب عدم انحصار الوحي بجبرائيل، أو لكون جبرائيل من الملائكة بالجملة، فنزولها عليهم نزول لجبرائيل (عليهم السلام).
وسوف يأتي في الطائفة التاسعة حديث: " انا منا لمن يعاين معاينة وانه خلق أعظم أو أكبر من جبرائيل وميكائيل ".
وهناك روايات كثيرة منها ما هو صريح في نزول جبرائيل وميكائيل، ومنها أنهما تراءيا لهم (1).
* ومما يؤكد هذه الطائفة قوله تعالى: * (وجعلناهم أئمة، وأوحينا إليهم فعل الخيرات) * (2)، فقد ورد انهم المرادون بهذه الآية، كما تقدم في أدلة الولاية التكوينية من القرآن (3).
ومنها: ما روي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال في قوله تعالى: * (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) * قال أبو جعفر (عليه السلام): " يعني الأئمة من ولد فاطمة يوحى إليهم بالروح في صدورهم " (4).
* أقول: بعد قراءتك لهذه الروايات المتكثرة، وقول العلماء بإمكان الوحي لغير الأنبياء، كأم موسى ومريم وغيرها (5)، يتضح ان نسبة نفي الوحي عن آل محمد (عليهم السلام) إلى الشيخ الأجل المفيد غير صحيحة، جاء في كتابه أوائل المقالات:
(وانما منعت نزول الوحي عليهم والايحاء بالأشياء إليهم، للاجماع على المنع من ذلك والاتفاق على أنه من يزعم أن أحدا بعد نبينا يوحى إليه فقد أخطأ وكفر) (6).
فهو بعد اعترافه بالايحاء لام موسى منع الايحاء لآل محمد (عليهم السلام)، مع

١ - بصائر الدرجات: ٢٣٣ باب انه تراءيا له جبرائيل وميكائيل.
٢ - الأنبياء: ٧٣.
٣ - راجع بحار الأنوار: ٢٤ / ١٥٧ - ١٥٨ باب انهم خير أمة أخرجت للناس ح ١٦ - ١٧ - ١٩ - ٢٠.
٤ - بحار الأنوار: ٢٤ / ١٥٨ ح ٢١.
٥ - راجع قرة العيون للكاشاني: ٣٩٧، وأوائل المقالات: ٦٨.
٦ - أوائل المقالات: ٦٨ القول 42.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تمهيد: 9
2 وجوب معرفة علم الإمام (عليه السلام) 11
3 سبب اخفاء النبي (صلى الله عليه وآله) للعلم الرباني 13
4 الجهة الأولى: علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 17
5 مراتب علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 19
6 وجوه الجمع بين أحاديثهم الصعبة 21
7 الجهة الثانية: زمان علم آل محمد (عليهم السلام) 23
8 الجهة الثالثة: ماهية علم آل محمد (عليهم السلام) 31
9 العلم الكسبي الحصولي 33
10 العلم اللدني 35
11 الآيات الدالة على العلم اللدني 35
12 الأحاديث الدالة على العلم اللدني 53
13 الدليل العقلي 55
14 الفرق بين العلم اللدني الحضوري والكسبي الحصولي 57
15 العلم الإرادي 61
16 تمحيص الاحتمالات 63
17 شبهات حول العلم اللدني 69
18 رد الشبهات 70
19 الجهة الرابعة: منبع ومصدر حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 79
20 الطائفة الأولى: ما دل أن مصدر علمهم القرآن والكتاب 79
21 الطائفة الثانية: ان علمهم من ليلة القدر 81
22 الطائفة الثالثة: ان علمهم من عامود النور 83
23 الطائفة الرابعة: ان علمهم وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 85
24 الطائفة الخامسة: ان علمهم بواسطة القذف والنقر 87
25 الطائفة السادسة: ان علمهم بالإلهام 91
26 الطائفة السابعة: في أنهم محدثون 93
27 الطائفة الثامنة: ان علمهم بواسطة الوحي وجبرائيل 95
28 الطائفة التاسعة: ان علمهم بواسطة الروح 101
29 الطائفة العاشرة: ان علمهم بلا واسطة بل من الله بالمباشرة 105
30 الترجيح بين الطوائف العشر 113
31 الجهة الخامس: كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 119
32 الجهة السادسة: سعة علم آل محمد (عليهم السلام) 121
33 الاحتمال الأول: انهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ 121
34 الاحتمال الثاني: علمهم بالكتاب والقرآن الكريم 123
35 الاحتمال الثالث: عندهم علم السماوات والأرض والجنة وكل غائبة فيهم 125
36 الاحتمال الرابع: علمهم بما هو كائن ويكون 127
37 الاحتمال الخامس: علمهم بما يحتاج إليه الناس وبأمورهم 129
38 الاحتمال السادس: عندهم جوامع العلوم وأصوله 131
39 الاحتمال السابع: عندهم علم جميع الأنبياء (عليهم السلام) وكتبهم السابقة والملائكة 133
40 الاحتمال الثامن: انهم أعلم من الأنبياء (عليهم السلام) 135
41 الاحتمال التاسع: علمهم بكل شيء أو بما لا يعلمون 137
42 الاحتمال العاشر: علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب 139
43 الآيات الدالة على علم النبي (صلى الله عليه وآله) للغيب 147
44 تمحيص الاحتمالات 155
45 علم آل محمد (عليهم السلام) بزمان ومكان موتهم 159
46 دفع اشكال معرفة الإمام بموته (عليه السلام) 163
47 أحاديث تساوي محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) 173