الحرورية فقال: انظروا في القتلى رجلا يده كأنها ثدي المرأة، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني صاحبه، فقلبوه بين القتلى فلم يجدوه، فقال لهم علي:
انظروا وبحث عليه سبعة نفر فقلبوه فنظروا فإذا هو فيه فجئ به حتى ألقي بين يديه، فخر علي ساجدا وقال: أبشروا قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار. (ابن أبي عاصم، ق، في الدلائل، خط).
عن طارق بن زياد قال: خرجنا مع علي رضي الله عنه إلى الخوارج فقتلهم، ثم قال: اطلبوا فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه سيخرج قوم يتكلمون بكلام الحق لا يجاوز حلوقهم، يخرجون من الحق كما يخرج السهم من الرمية، سيماهم أن فيهم رجلا أسود مخدج اليد في يده شعرات سود، فانظروا إن كان هو فقد قتلتم سوء الناس، وإن لم يكن فقد قتلتم خير الناس، فبكينا فقال: اطلبوا فطلبنا فوجدنا المخدج فخررنا سجودا وخر علي معنا. (الدورقي وابن جرير).
وقال أيضا في ص 304:
عن أبي وائل قال: لما كان بصفين استحر القتل في أهل الشام فرجع علي إلى الكوفة وقال فيه الخوارج ما قالوا ونزلوا بحروراء وهم بضعة عشر ألفا، فأرسل إليهم علي يناشدهم الله: ارجعوا إلى خليفتكم فبم نقمتم عليه؟ في قسمة أو قضاء؟
قالوا: نخاف أن ندخل فتنة، قال: فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عام قابل، فرجعوا فقالوا: نكون على ناحيتنا، فإن أقبل القفية قاتلناه على ما قاتلناه عليه أهل الشام بصفين، وإن نقضها قاتلنا معه، فساروا حتى قطعوا نهروان وافترقت منهم فرقة يقاتلون الناس، فقال أصحابهم: ما على هذا فارقنا عليا، فلما بلغ علي صنيعهم قام فقال: أتسيرون إلى عدوكم أو ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوكم في دياركم؟
قالوا: بل نرجع إليهم، قال: فحدث عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن طائفة تخرج من قبل المشرق عند اختلاف الناس لا ترون جهادكم مع جهادهم شيئا