شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ١٣ - الصفحة ٣٦٩
ذلك إلى الأرض ويصلي خلف المهدي على ما نذكره إنشاء الله تعالى.
وقال علامة اللغة محمد بن مكرم بن منظور المصري في " لسان العرب " (ج ١٤ ص ٤ ط دار الصادر في بيروت):
في حديث أبي هريرة ينزل المهدي فيبقى في الأرض أربعين، وقيل أربعين سنة.
قال الشيخ عبد الرحمن البسطامي: في " درة المعارف في حقه نظما " (على ما في تاريخ آل محمد ص 197):
ويظهر ميم المجد من آل أحمد * ويظهر عدل الله في الناس أولا كما قد روينا عن علي الرضا * وفي كنز علم الحرف أضحى محصلا ويخرج حرف الميم من بعد شينه * بمكة نحو البيت بالنصر قد علا فهذا هو المهدي بالحق ظاهر * سيأتي من الرحمن للخلق مرسلا ويملأ كل الأرض بالعدل رحمة * ويمحو ظلام الشرك والجور أولا ولايته بالأمر من عند ربه * خليفة خير الرسل من عالم العلا وقال صدر الدين قونوي من كبار الصوفية:
" يقوم بأمر الله في الأرض ظاهرا * على رغم الشياطين يمحق الكفر " " يؤيد شرع المصطفى (ص) وهو ختمه * ويمتد من ميم بأحكامها يدري " وقال العلامة السيد عباس المكي في " نزهة الجليس " (ج 2 ص 128):
وأما فضائله (أي المهدي عليه السلام) فكثيرة ومعجزاته كالشمس شهيرة، وقد ذكر بعض فضائله ومعجزاته الشيخ العلامة الفهامة محمد بن الحسن الحر الشامي العاملي المشغري في " ديوانه " في أرجوزة طويلة اختصرنا منها قوله:
لقبه المهدي والمنتظر * والقائم المكرم المطهر تواتر النص بأنه ولد * من الفريقين وأنه وجد وكم رآه رجل ففازا * إذ شاهد الرشاد والإعجازا أكثر من سبعين شخصا شاهدوا * جماله ولاحت الشواهد لذاك قد تواتر الأخبار * بذاك والأنباء والآثار وغاب غيبتين صغرى امتدت * وكانت الشدة فيها اشتدت قريب سبعين من الأعوام * كان اختفى عن أكثر الأنام كان له من الموالي سفرا * إذ غاب واختفى ورام السفرا وغيبة أخرى إلى ذا الآن * وأنه لصاحب الزمان لكنه لا بد من أن يخرجا * وبعد شدة تلاقي الفرجا والنص ناهيك به تواترا * فانظر إلى كل كتاب كي ترى وهي ألوف قد روت في الكتب * وشهدت له بكل عجب عليك بتتبع النصوص * على العموم وعلى الخصوص إن شئت فاصرف نحوها الأعنة * وانظر مؤلفات أهل السنة تجد كثيرا من رواياتهم * جاء بها من ليس بالمتهم وإن ترد أخبار البديعة * فانظر إلى مؤلفات الشيعة فإنها مشحونة بذاكا * فدع جهولا منكرا أفاكا ومعجزاته كثيرة أتت * منقولة مما استفاض وثبت كم أخبر القوم بما كان اختفى * من مرض الشكوك فازوا بالشفاء كم حملوا له من الأموال * وما درى خلق بتلك الحال فجائهم كتابه بكل ما * كان وبالتفصيل فانظر واعلما وفي سوار أرسلوه من ذهب * عجائب شتى بها الشك ذهب إذ رده وباقي المال قبل * قال اكسروه فبأمره عمل فظهر الحديد والنحاس * وسطه وحار فيه الناس وأرسلوا ذهبه فقبلا * وكم غريب مثله قد نقلا وبعثوا يوما إليه مالا * فرده إذ لم يكن حلالا وقال: من مال فلان فيه * أربعمائة بلا تمويه فحسبوا فوجدوه حقا * ولم يقل مولاي إلا صدقا أخبر قوما بزمان موتهم * وأرسل الأكفان عند فوتهم وكم دعى فلاحت الإجابة * وربه لما دعي أجابه وجعل التراب في الحال ذهب * ووهب السائل منه ما وهب ونطقه في ساعة الولادة * بالذكر والدعاء والشهادة وبعدها في صفر السن عجب * وأي علم عنهم قد احتجت ولاح نور ساطع إلى السماء * إذ ذاك فتعجبوا لما سما وطيه الأرض لبعض الناس * معجزة لاحت بلا التباس وكتبوا له بلا مداد * فورد الجواب بالسواد وقد شفى الأمراض ميل كحلا * به فأذهب الشكوك والبلا وفرش الحصير فوق الماء * وقام للصلاة والدعاء فحار فيه طالب وغرقا * وعاد عنه خائبا منطلقا ومحمل له مضى نحو السماء * كأنه قد كان يرقى سلما وكم شفى المرضى بمسح الكف * أو بدعاء في الشفاء يكفي روى ثلاثمأة من ماء * لم ينتقص من أعجب الأشياء شبعهم من زاده أيضا عجب * وهو بحاله وقد زال السغب أراهم الورد الطري الأحمرا * في غير وقته فدع عنك المرا إخباره بالغيب ليست تنكر * إذ في كتاب الله ذاك يذكر إلا من ارتضاه من رسول * في سورة الجن فخذ دليلي إذ علمه من النبي المرتضى * اختارهم لكل غيب وارتضى رأيته في النوم غير مرة * فأوجب الفرحة والمسرة أخبرني بكل ما أضمرته * وقد أجابني وما سئلته ناولني الكأس وليس يكسر * شربته ما كان فيه سكر وكنت إذ ذاك مريضا دنفا * ففزت لما أن شربت بالشفا تفصيل معجزاته يطول * وكل ما نقلوا له قليل وعمره ثمانمأة خلت * ثلاثة وأربعين قد تلت وربنا أدرى بما قد بقيا * من عمره وما رأى ولقيا غيبته تواترت أخبارها * واشتهرت من قبلها آثارها وطول عمره كذا مروي * ينقله العدو والولي وطول عمر الخضر ليس ينكر * فما الذي من مثل هذا أنكر وعمر لقمان وإبليس عجب * وذاك ممكن وهذا قد وجب كذاك إلياس بلا نزاع * وذاك أمر ما اقتضاه داع كذاك إدريس وعيسى بقيا * وكم وكم مثلهم قد رويا وانظر إلى المعمرين ألفا * وفوقها بين الأنام يلقى وانظر إلى غيبة بعض الأنبيا * ثم إلى اختفاء بعض الأوصيا وقدرة الله التي لا تنكر * تشمل ما يروي هنا ويذكر خروجه في آخر الزمان * قد صح بالنص وبالبرهان آخر الجزء الثالث عشر، والحمد لله أولا وآخرا.