شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ١٣ - الصفحة ٣٦٩
فلا يقبل منه فيقال له: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه، تنعم الأمة برها وفاجرها في زمنه نعمة لم يسمع بمثلها قط ترسل السماء عليهم مدرارا لا تدخر شيئا من قطرها تؤتي الأرض أكلها لا تدخر عنهم شيئا من برزها تجري على يديه الملاحم يستخرج الكنوز ويفتح المدائن ما بين الخافقين يؤتى إليه بملوك الهند مغلغلين وتجعل خزائنهم حليا لبيت المقدس يأوي إليه الناس كما تأوي النحل إلى يعسوبها حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه مخالفيه وأدبارهم جبرئيل على مقدمته وميكائيل على ساقته ترعى الشاة والذئب في زمنه في مكان واحد وتلعب الصبيان بالحيات والعقارب لا تضربهم شيئا ويزرع الانسان مدا يخرج له سبعمائة مد ويرفع الربا والوبا والزنا وشرب الخمر وتطول الأعمار وتؤدى الأمانة وتهلك الأشرار ولا يبقى من يبغض آل محمد صلى الله عليه وسلم، محبوب في الخلائق يطفئ الله به الفتنة العمياء وتأمن الأرض حتى أن المرأة تحج في ضمن نسوة ما معهن رجل لا يخفن شيئا إلا الله، مكتوب في أسفار الأنبياء ما في حكمه ظلم ولا عيب.
وقال العلامة المحدث الشيخ حسن العدوي الحمزاوي من علماء أواخر القرن الثالث عشر في كتابه " مشارق الأنوار " (ص 156 ط مصر):
وجاء في بعض الروايات أنه ينادي عند ظهوره فوق رأسه ملك: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه فتقبل عليه الناس ويشربون حبه أنه يملك الأرض شرقها وغربها وأن الذين يبايعونه أولا بين الركن والمقام بعدد أهل بدر إلى أن قال:
وأن على مقدمة جيشه جبرئيل وميكائيل على ساقته إلى أن قال:
وأحاديثه بلغت مبلغ التواتر المعنوي فلا معنى لإنكارها.
وفي (ص 150، الطبع المذكور).
وذكر (العارف الشعراني) في حديث آخر في مبايعة المهدي: أن المهدي يقول:
أيها الناس أخرجوا إلى قتال عدو الله وعدوكم فيجيبونه ولا يعصون له أمرا، فيخرج المهدي ومن معه من المسلمين من مكة إلى الشام لمحاربة عروة بن محمد السفياني ومن معه من بني كلب، وللإمام السيوطي فيما يتعلق بالمهدي إلى أن قال: وأما السفياني فيبعث إليه جيشا من الشام فيخسف بهم بالبيداء فلا ينجو منهم إلا المخبر فيسير إليه السفياني بمن معه ويسير هو بمن معه إلى السفياني فتكون النصرة للمهدي ويذبح السفياني وهو رجل من ولد خالد ابن يزيد بن أبي سفيان إلى أن قال:
ويبالغ ولي الله المهدي فيخرج في ثلاثين رجلا فيبلغ المؤمنين خروجه فيأتوه من أقطار الأرض ويحنون إليه كما تحن الناقة إلى فصيلها إلى أن قال: فإذا فرغ من بيعة الناس بعث خيلا إلى المدينة عليهم رجل من أهل بيته فيقاتل الزهري فيقتل من كلا الفريقين مقتلة عظيمة ويرزق الله وليه الظفر فيقتل الزهري ويقتل أصحابه فالخائب يومئذ من خاب من غنيمة بني كلب ولو بعقال، فإذا بلغ الخبر السفياني خرج من الكوفة في سبعين ألفا حتى إذا بلغ البيداء عسكره وهو يريد قتال ولي الله وخراب بيت الله فبينما هم كذلك بالبيداء إذ نفر فرس رجل من العسكر فخرج الرجل في طلبه وبعث الله جبرئيل فضرب الأرض برجله فخسف الله عز وجل بالسفياني وأصحابه ورجع الرجل يقود فرسه فيستقبله جبرئيل فيقول ما هذه الضجة في العسكر فيضربه الجبرئيل بجناحه فيتحول وجهه مكان القفا إلخ.
وقال العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري المصري في " نهاية الأرب " (ج 14 ص 273 ط القاهرة):
يبعث إلى المهدي عج جيش ثلاثون ألفا فينزلون في البرية، ثم يخرج السفياني إلى البيداء، فإذا استقر بالموضع خسف الله تعالى بهم الأرض، فيأخذهم إلى أعناقهم حتى لا يفلت منهم إلا رجلان يخرجان بفرسيهما، فإذا وصلوا إلى القوم رأوهم وقد خسف الله بهم، فيخسف الأرض بواحد منهما، ويحول الله وجه الآخر إلى قفاه، فيبقى كذلك مدة حياته ثم يخرج المهدي بمن معه إلى بلاد الروم فيسير حتى يسمع بهلاك السفياني وأصحابه.
قال: وذلك قوله تعالى: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب).
فيحمد المهدي الله تعالى ذلك، ويخرج إلى بلاد الروم في نحو مائة ألف فيصل إلى القسطنطينية فيدعو ملك الروم إلى الإسلام فيأبى فيقاتله، ويدوم القتال بينهم شهرين، ثم ينهزم ملك الروم، ويدخل (المسلمون) إلى القسطنطينية، فينزل المهدي على بابها، ولها سبعة أسوار فيكبر سبع تكبيرات فينهدم كل سور منها بتكبيرة. ويدخلها المهدي ويقتل خلقا كثيرا ويقتل ملك الروم، ثم يرفع (عنهم) السيف، ويأخذ المسلمون من الغنائم ما لا يحصى، حتى أن الرجل ليأخذ من الجوهر ما يعجز عن حمله. فبينما هم كذلك إذ يأتيهم الخبر من خليفة المهدي بخروج الدجال واجتماع الناس عليه، فيتركون تلك الغنائم وينصرفون إلى بلادهم مسرعين لمحاربة الدجال. فيقال: أن المهدي يسير نحو الدجال وعلى رأسه عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيلتقون ويقتلون قتالا شديدا، فيقتل من أصحاب الدجال أكثر من ثلاثين ألفا، ثم ينهزم الدجال فيمر نحو بيت المقدس، فيأمر الله الأرض بإمساك قوائم خيله، ويرسل عليهم ريحا حمراء فتقتل منهم أربعين ألفا.
قال: ثم يقبل المهدي بجيشه زهاء مائة ألف، في أيديهم الرايات البيض. فيقول المهدي (لعسكر الدجال): ويلكم أتشكون في هذا الأعور الكذاب أنه الدجال؟ فيقولون:
لا، ولكنا نعيش في طعامه، فيمسخون في الحال قردة، وخنازير. ثم ينزل عيسى بعد