أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ٣٧
أقول: لم يحتج القوم باختيار المشرع لوصي وخليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله بشكل قطعي، إلا ما ادعاه البعض لأبي بكر، وهو احتجاج وقول لا يؤبه به، لأنه لم يثبت قطعا، ولم يدعيه هو لنفسه، بل نقل عنه قوله على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله: أقيلوني، فكيف يطلب من نصبه الله ورسوله وصيا على الأمة منها أن تقيله؟! إن ذلك محض خيال لا صلة له بالواقع قطعا.
كما إنه يتناقض مع قوله الشهير: إن بيعتي كانت فلتة وقى الله شرها، وخشيت الفتنة (1) ويؤكدها في ذلك قول عمر بن الخطاب من بعد، وقد تقدم منا ذكره.
بلى قد يحتج البعض بأن الأمة قد أجمعت على بيعة أبي بكر، وأن هذه الأمة لا تجتمع على خطأ أو على ضلال كما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله، إلا أنه يرد عليه وكما قال سيدنا الإمام المرحوم عبد الحسين شرف الدين: بأن المراد من قوله صلى الله عليه وآله لا تجتمع على الخطأ، ولا تجتمع على الضلال: إنما هو نفي الخطأ والضلال عن الأمر الذي اشتورت فيه الأمة فقررته باختيارها، واتفاق آرائها، وهذا هو المتبادر من السنن لا غير، أما الأمر الذي يراه نفر من الأمة فينهضون به [يشير إلى ما جرى في سقيفة بني ساعدة] ثم يتسنى لهم إكراه أهل الحل والعقد عليه، فلا دليل على صوابه. وبيعة السقيفة لم تكن عن مشورة، وإنما قام بها الخليفة الثاني، وأبو عبيدة، ونفر معهما، ثم فاجأوا بها أهل الحل والعقد، وساعدتهم تلك الظروف على ما أرادوا (2).
نعم وإن كان يبدو إيراد هذا القول لسيدنا الإمام شرف الدين رحمه الله

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ٦: ٤٧، أنساب الأشراف ١: ٥٩٠.
(٢) المراجعات: ٥٧٩، المراجعة 80.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 113
4 مقدمة الطبعة الثانية 115
5 مقدمة الطبعة السابعة 129
6 مدخل الطبعة الأولى 137
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 139
8 الشيعة من الصحابة 144
9 الشيعة من التابعين 149
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 152
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 152
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 152
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 153
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 154
15 مؤرخو الشيعة 154
16 شعراء الشيعة 155
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 159
18 الحديث عن الرجعة 167
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 168
20 فرق الغلاة المنقرضة 172
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 179
22 نشأة التشيع 184
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 210
24 وظائف العقل 218
25 التوحيد 219
26 النبوة 220
27 الإمامة 221
28 العدل 229
29 المعاد 232
30 وظيفة القلب والجسد 232
31 تمهيد وتوطئة 233
32 الصلاة 239
33 الصوم 242
34 الزكاة 243
35 الزكاة الفطرة 244
36 الخمس 245
37 الحج 247
38 الجهاد 249
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 251
40 المعاملات 252
41 عقود النكاح 253
42 نكاح المتعة 253
43 الطلاق 278
44 الخلع والمباراة 286
45 الظهار والايلاء واللعان 287
46 الفرائض والمواريث 288
47 الوقوف والهبات والصدقات 291
48 القضاء والحكم 293
49 الصيد والذباحة 296
50 ظريفة 298
51 الأطعمة والأشربة 299
52 الحدود 303
53 حد الزنا 303
54 حد اللواط والسحق 304
55 حد القذف 304
56 حد المسكر 305
57 حد المحارب 306
58 حدود مختلفة 306
59 القصاص والديات 309
60 الخاتمة 313
61 البداء 313
62 التقية 315
63 ملحقات الكتاب 321