المقيت؟ بل وأين تنتهي بنا سلسلة الأدلة المتوافرة في تحديد شخصية هذا الإمام والوصي والخليفة؟
ولعل التسليم لمنطق الحق والصواب يقود الباحث عن الحقيقة إلى الاقرار الذي لا ريب فيه بانحصار الوصاية والخلافة بعلي بن أبي طالب عليه السلام دون غيره، وذلك جلي واضح لم يثبت قطعا لغيره، ولا حجة لمن ينيطها بغيره إلا مكابرة للحق ومعاندة له، وهو مطالب بالدليل والبرهان على مدعاه هذا، من الآخرين لا منا، لأنا ندرك ذلك بوضوح، وذلك الادراك الواضح هو الذي كان ولا يزال يدفع بالبعض - وأقولها بمرارة إلى التجني والافتراء والتقول على الشيعة، بصحائف صفراء باهتة ومتغربة عن الحق، لا سمة علمية تتسم بها، ولا حجة حقيقية تحتج بها، فصرفوا أذهان البعض عن تلمس الحقيقة وإدراكها بتلاحقهم في إثارة النقع وتكثيفه حول الأدلة والبراهين التي تحتج بها الشيعة منذ تلك الدهور التي بالغ فيها الأمويون والعباسيون في بطشهم الرهيب، وتنكيلهم القاسي برجال الشيعة ومفكريها، حتى ضجت الأرض بمقابر من حضى منهم بقبر، ناهيك عمن لا أثر له ولا ذكر (1).