أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ٣٤
الهوى على حساب الحق، حتى قال أمير المؤمنين علي عليه السلام عنها:
فصغا رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره، مع هن وهن (1).
بلى لم يكونوا إلا ستة نفر، والحق أمامهم أجلى من أن يواريه السحاب، واحتجاج علي عليه السلام عليهم بأحقانيته من غيره في هذا الأمر حجة عليهم في إناطة الحق بأهله، بيد أن تلك الجماعة المعدودة لم تصدق الأمانة، فمال البعض منهم لضغنه، والآخر لصهره، فضاع الحق بين هذه الجماعة القليلة، وظلم علي عليه السلام وهو صاحب الحق.. فكيف بالأمة أجمع وفيها من فيها كما ذكرنا؟! بل ورأينا صحابي من كبار هؤلاء الصحابة، وهو عبد الرحمن بن عوف يأكله الندم على ميله لعثمان وتقليده إياه خلافة المسلمين، فيعرض عنه وينافره بعد أن اضطربت الدولة الاسلامية من أقصاها إلى أدناها بفساد الأمويين وتهتكهم تحت مظلة خليفة المسلمين، فماذا بعد ذلك؟ وهل يعقل أن يرتضي الله تبارك وتعالى لرسالته هذا الضياع والتلاعب، والفوضى والاضطراب؟! إنه مجرد تساؤل.
إذن - وبعيدا عن المعاندة للحق - لم يبق سوى الافتراض الثالث من أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أوصى لأحد المسلمين بأن يكون خليفته فيهم، ووصيه عليهم، وعلى الأمة أن تسمع له وتطيع، لأنه الامتداد الحقيقي لصاحب الرسالة، عدا كونه غير نبي.
ثم لا يخفى عليك أن عظم الأهمية المترتبة على هذا المنصب تظهر بوضوح تعلق صدوره عن الله تبارك وتعالى، لا سيما والقرآن الكريم يحدثنا أن هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وآله مرهونة كل أقواله وأفعاله بالمشيئة

(١) يشير عليه السلام إلى أغراض كره التصريح بها.
(٢) نهج البلاغة ١: ٨٨ (ضمن ما يعرف بالخطبة الشقشقية).
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 113
4 مقدمة الطبعة الثانية 115
5 مقدمة الطبعة السابعة 129
6 مدخل الطبعة الأولى 137
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 139
8 الشيعة من الصحابة 144
9 الشيعة من التابعين 149
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 152
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 152
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 152
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 153
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 154
15 مؤرخو الشيعة 154
16 شعراء الشيعة 155
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 159
18 الحديث عن الرجعة 167
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 168
20 فرق الغلاة المنقرضة 172
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 179
22 نشأة التشيع 184
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 210
24 وظائف العقل 218
25 التوحيد 219
26 النبوة 220
27 الإمامة 221
28 العدل 229
29 المعاد 232
30 وظيفة القلب والجسد 232
31 تمهيد وتوطئة 233
32 الصلاة 239
33 الصوم 242
34 الزكاة 243
35 الزكاة الفطرة 244
36 الخمس 245
37 الحج 247
38 الجهاد 249
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 251
40 المعاملات 252
41 عقود النكاح 253
42 نكاح المتعة 253
43 الطلاق 278
44 الخلع والمباراة 286
45 الظهار والايلاء واللعان 287
46 الفرائض والمواريث 288
47 الوقوف والهبات والصدقات 291
48 القضاء والحكم 293
49 الصيد والذباحة 296
50 ظريفة 298
51 الأطعمة والأشربة 299
52 الحدود 303
53 حد الزنا 303
54 حد اللواط والسحق 304
55 حد القذف 304
56 حد المسكر 305
57 حد المحارب 306
58 حدود مختلفة 306
59 القصاص والديات 309
60 الخاتمة 313
61 البداء 313
62 التقية 315
63 ملحقات الكتاب 321