أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ٢١٥
والإسماعيلية (1)، ومن هنا فإن هذه الطائفة من الشيعة قد كونت لها آراء مستقلة وخاصة بها، تختلف مع العقائد الشيعية الأساسية في العديد من الموارد المعروفة، والتي توسعت مع الأيام نتيجة لانقساماتهم وتفرقهم.. وحيث يذهب المؤرخون إلى أنهم انقسموا إلى ثلاثة فرق:
جارودية، وسليمانية، وبترية، حين يضيف البعض الآخر إليهم فرقا أكثر، وإن كان النوبختي يذهب إلى أن فرق الزيدية تشعبت من الجارودية.
وأتباع هذه الفرقة أو الفرق يشكلون أولى الفرق الاسلامية من سكان اليمن في عصرنا الحاضر.

(١) تفترق هذه الجماعة عن الشيعة الإمامية بقولهم أن الإمامة بعد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام تنتقل لولده الأكبر إسماعيل، لذهابهم إلى القول بنص الإمام عليه دون ولده، ولذا فهم بين من يقول بوفاته الثابتة في حياة أبيه إلا أنه يرجع الإمامة إلى ولده وأولهم محمد بن إسماعيل، وبين من يقول ببقائه حيا إلى ما بعد وفاة أبيه، وأن أباه عليه السلام أظهر موته خوفا عليه من العباسيين.
وهكذا فإن هؤلاء ينقسمون إلى قسمين اثنين: القسم الأول منهم يقف على محمد بن إسماعيل ولا يتجاوزه إلى غيره، والقسم الثاني يتعداه ويجعل الإمامة في سبعة سبعة، بين ظاهر ومستور، أولهم محمد بن إسماعيل، ثم ولده جعفر المصدق، ثم ولده محمد الحبيب، وبعده عبد الله المهدي الذي ظهر في شمالي إفريقيا والذي من ولده تكونت الدولة الفاطمية.
ومن ثم فإن هذه الجماعة وبمرور الزمن بدأت تأخذ لنفسها جملة مستقلة من الآراء والمعتقدات الخاصة به كنتيجة منطقية لتشعبهم وتفرقهم، ولعل من أوضح ذلك قول جماعة منهم وهم السبعية بأن الإمامة تدور على سبعة سبعة، كأيام الأسبوع والسماوات والأرضين والأفلاك، وأن السبعة الأول أولهم علي عليه السلام وآخرهم إسماعيل بن جعفر، وهم يمثلون الدور الأول والذي يبتدأ الثاني منه بمحمد بن إسماعيل ومن يليه من الأئمة المستورين السائرين في البلاد سرا، وأن الإمام السابع شرائع من تقدمه.. وهكذا.
أنظر: فرق الشيعة: ٦٧، الفصول المختارة من العيون والمحاسن: 308، الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة: 78، تأريخ المذاهب الاسلامية: 54، الملل والنحل 1: 167.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 113
4 مقدمة الطبعة الثانية 115
5 مقدمة الطبعة السابعة 129
6 مدخل الطبعة الأولى 137
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 139
8 الشيعة من الصحابة 144
9 الشيعة من التابعين 149
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 152
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 152
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 152
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 153
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 154
15 مؤرخو الشيعة 154
16 شعراء الشيعة 155
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 159
18 الحديث عن الرجعة 167
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 168
20 فرق الغلاة المنقرضة 172
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 179
22 نشأة التشيع 184
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 210
24 وظائف العقل 218
25 التوحيد 219
26 النبوة 220
27 الإمامة 221
28 العدل 229
29 المعاد 232
30 وظيفة القلب والجسد 232
31 تمهيد وتوطئة 233
32 الصلاة 239
33 الصوم 242
34 الزكاة 243
35 الزكاة الفطرة 244
36 الخمس 245
37 الحج 247
38 الجهاد 249
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 251
40 المعاملات 252
41 عقود النكاح 253
42 نكاح المتعة 253
43 الطلاق 278
44 الخلع والمباراة 286
45 الظهار والايلاء واللعان 287
46 الفرائض والمواريث 288
47 الوقوف والهبات والصدقات 291
48 القضاء والحكم 293
49 الصيد والذباحة 296
50 ظريفة 298
51 الأطعمة والأشربة 299
52 الحدود 303
53 حد الزنا 303
54 حد اللواط والسحق 304
55 حد القذف 304
56 حد المسكر 305
57 حد المحارب 306
58 حدود مختلفة 306
59 القصاص والديات 309
60 الخاتمة 313
61 البداء 313
62 التقية 315
63 ملحقات الكتاب 321