فهذه كتب الشيعة بأجمعها تعلن بلعنه والبراءة منه، وأخف كلمة تقولها كتب رجال الشيعة في حقه ويكتفون بها عن ترجمة حاله عند ذكره في حرف العين هكذا: (عبد الله بن سبأ، ألعن من أن يذكر).
أنظر رجال أبي علي وغيره (1).
على أنه ليس من البعيد رأي القائل: أن عبد الله بن سبأ، ومجنون بني عامر، وأبي هلال، وأمثال هؤلاء الرجال أو الإبطال كلها أحاديث خرافة وضعها القصاصون وأرباب السمر والمجون، فإن الترف والنعيم قد بلغ أقصاه في أواسط الدولتين الأموية والعباسية، وكلما اتسع العيش وتوفرت دواعي اللهو، اتسع المجال للوضع، وراج سوق الخيال، وجعل القصص والأمثال، كي تأنس بها ربات الحجال، وأبناء الترف والنعمة المنغمرين في