أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ١٧٣
والعلياوية (1) والمخمسة (2) والبزيعية (3) وأشباههم من الفرق الهالكة المنقرضة التي نسبتها إلى الشيعة من الظلم الفاحش، وما هي إلا من الملاحدة كالقرامطة (4) ونظائرهم، أما الشيعة الإمامية وأئمتهم عليهم السلام فيبرأون من
(١) وقيل العليائية أو العلباوية، والظاهر أن الأخير هو الأصح، وهو الموافق لما ذكره الشهرستاني في ملله وقال: بأنهم من أتباع العلباء بن دراع الدوسي أو الأسدي.
ويذهب أصحاب هذه الفرقة الضالة على ما ذكر إلى أن علي بن أبي طالب عليه السلام رب استغفر الله العظيم وأنه ظهر بالعلوية الهاشمية، وأظهر أنه عبده، وأظهر وليه من عنده ورسوله بالمحمدية، فوافقوا أصحاب أبي الخطاب لعنه الله في أربعة أشخاص: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأن مضي الأشخاص الثلاثة فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام تلبيس، والحقيقة شخص محمد صلى الله عليه وآله، لأنه أول هذه الأشخاص في الإمامة، وأنكروا أيضا شخص محمد صلى الله عليه وآله وزعموا أنه عبد لعلي عليه السلام!.. إلى آخر سخافاتهم وكفرياتهم.
راجع: رجال الكشي: ٣٩٩، مقباس الهداية ٢: ٣٦٢، الملل والنحل ١: ١٧٥.
(٢) من فرق الغلاة المنحرفة، والملعونة على السنة أئمة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم.
يذهب أصحاب هذه الفرقة الضالة إلى أن سلمان الفارسي، وأبا ذر الغفاري، والمقداد ابن الأسود، وعمار بن ياسر، وعمرو بن أمية الضمري هم النبيين والموكلين بمصالح العالم من قبل الرب، وأن الرب في قولهم قبحهم الله تعالى هو علي عليه السلام.
أنظر: مقباس الهداية ٢: ٣٦١.
(٣) أتباع بزيع بن موسى الحائك الذين يذهبون إلى أنه لعنه الله نبي مرسل كأبي الخطاب المتقدم الذكر، وأن الإمام الصادق عليه السلام هو الذي أرسله بذلك! فلما سمع خبره الإمام عليه السلام لعنه هو وجماعة من الغلاة والمنحرفين بقوله: لعنهم الله، فإنا لا نخلو من كذاب يكذب علينا، أو عاجز الرأي، كفانا الله تعالى مؤنة كل كذاب، وأذاقهم الله حر الحديد.
أنظر: فرق الشيعة: ٤٣، رجال الكشي ٢: ٥٩٣ / ٥٤٩، مقالات الاسلاميين: ١٢.
(٤) يذهب النوبختي في فرقه إلى أن تسمية القرامطة بهذا الاسم تعود إلى رئيس لهم من أهل السواد كان يلقب ب (قرمطويه) وكانوا في الأصل يقولون بمقالة المباركية الذين يزعمون بأن الإمامة بعد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في محمد بن إسماعيل بن جعفر بعد أن كانت لأبيه في حياة الإمام الصادق عليه السلام، واسموا بذلك لأن رئيسهم يدعى المبارك ثم خالفوهم، حيث قالوا بأن الإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لا تكون إلا في سبعة أئمة هم: علي بن أبي طالب، وهو إمام رسول، والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن عليوجعفر بن محمد بن إسماعيل، وهو عندهم الإمام القائم المهدي، وهو رسول.
وزعم أولئك على قول النوبختي وغيره أن رسالة النبي صلى الله عليه وآله قد انقطعت يوم غدير خم، وانتقلت إلى علي عليه السلام! وكذا حال اللاحقين عند وفاة السابقين لهم.
ثم أن أصحاب هذه الفرقة يذهبون على ما قيل عنهم إلى أن الفرائض رموز وإشارات، وأمر بالاعتصام بالغائب المفقود، وأباحوا جميع الملذات والمنكرات، واستحلوا استعراض الناس بالسيف، وغير ذلك مما ينسب إليهم من الضلالات.
وأما ابن الجوزي فقد ذكر في كتابه المعروف ب (تلبيس إبليس): أن للمؤرخين في سبب تسميتهم بهذا قولان: أحدهما: أن رجلا من ناحية خوزستان قدم سواد الكوفة فأظهر الزهد ودعا إلى إمام من أهل بيت الرسول صلوات الله عليه وعليهم، ونزل على رجل يقال له (كرميتة) لقب بهذه عينيه، وهو بالنبطية حاد العين، فأخذه أمير تلك الناحية فحبسه وترك مفتاح البيت تحت رأسه ونام، فرقت له جارية فأخذت المفتاح ففتحت البيت وأخرجته وردت المفتاح إلى مكانه، فلما طلب ولم يوجد شاع الخبر وزاد افتتان الناس به، فتوجه من هناك إلى الشام.
وأما وجه تسميته بذلك: فإنه أسمي أول الأمر ب (كرميتة) أي اسم الرجل الذي كان نازلا عنده، ثم خفف فقيل (قرمط) ثم توارث مكانه أهله وأولاده.
وقيل: إنما عرف حمدان هذا بقرمط من أجل قصر قامته وقصر رجليه وتقارب خطوه، وكان يقال له: صاحب الخال، والمدثر، والمطوق.
وكان ابتداء أمره في سنة (٢٦٤ ه) وحيث كان ظهوره بسواد الكوفة، واشتهر مذهبه بالعراق.
وللمؤرخين وكتاب الفرق آراء أخرى في نشأتهم وتسمية روادهم الأوائل لا يسعنا هناك التعرض لها، محيلين القارئ الكريم في ذلك إلى المصادر المختصة بهذا الباب.
راجع: فرق الشيعة: ٧٢، الفصول المختارة: ٢٥١، الشيعة بين الأشاعرةوالمعتزلة:
84، الفرق بين الفرق: 22، الملل والنحل 1: 167 و 191، تأريخ الطبري 10: 23، الكامل في التأريخ 7: 444، تلبيس إبليس: 110.