لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ١١١
جعلت متاعك بعضه فوق بعض ألقيته، وقال مرة: عملته، والرفع على إقامة الجملة مقام الحال، وجعل الطين خزفا والقبيح حسنا: صيره إياه. وجعل البصرة بغداد: ظنها إياها. وجعل يفعل كذا: أقبل وأخذ، أنشد سيبويه: وقد جعلت نفسي تطيب لضغمة، لضغمهماها يقرع العظم نابها وقال الزجاج: جعلت زيدا أخاك نسبته إليك. وجعل: عمل وهيأ. وجعل: خلق. وجعل: قال، ومنه قوله تعالى: إنا جعلناه قرآنا عربيا، معناه إنا بيناه قرآنا عربيا، حكاه الزجاج، وقيل قلناه، وقيل صيرناه، ومن هذا قوله: وجعلني نبيا، وقوله عز وجل: وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا. قال الزجاج: الجعل ههنا بمعنى القول والحكم على الشئ كما تقول قد جعلت زيدا أعلم الناس أي قد وصفته بذلك وحكمت به. ويقال: جعل فلان يصنع كذا وكذا كقولك طفق وعلق يفعل كذا وكذا. ويقال: جعلته أحذق الناس بعمله أي صيرته. وقوله تعالى: وجعلنا من الماء كل شئ حي، أي خلقنا. وإذا قال المخلوق جعلت هذا الباب من شجرة كذا فمعناه صنعته. وقوله عز وجل: فجعلهم كعصف مأكول، أي صيرهم. وقوله تعالى: وجعلوا فيفي شركاء، أي هل رأوا غير الله خلق شيئا فاشتبه عليهم خلق الله من خلق غيره؟ وقوله:
وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا، أي سموهم. وتجاعلوا الشئ: جعلوه بينهم. وجعل له كذا (* قوله وجعل له كذا إلخ هكذا في الأصل) شارطه به عليه، وكذلك جعل للعامل كذا.
والجعل والجعال والجعيلة والجعالة والجعالة والجعالة، الكسر والضم عن اللحياني، كل ذلك: ما جعله له على عمله. والجعالة، بالفتح:
الرشوة، عن اللحياني أيضا، وخص مرة بالجعالة ما يجعل للغازي وذلك إذا وجب على الإنسان غزو فجعل مكانه رجلا آخر بجعل يشترطه، وبيت الأسدي:
فأعطيت الجعالة مستميتا، خفيف الحاد من فتيان جرم يروى بكسر الجيم وضمها، ورواه ابن بري:
سيكفيك الجعالة مستميت شاهدا على الجعالة بالكسر. وأجعله جعلا وأجعله له: أعطاه إياه. والجعالة، بالفتح، من الشئ تجعله للإنسان. والجعالة والجعالات: ما يتجاعلونه عند البعوث أو الأمر يحزبهم من السلطان. وفي حديث ابن سيرين: أن ابن عمر ذكروا عنده الجعائل فقال لا أغزو على أجر ولا أبيع أجري من الجهاد، قال ابن الأثير: هو جمع جعيلة أو جعالة، بالفتح. والجعل: الاسم، بالضم، والمصدر بالفتح. يقال: جعل لك جعلا وجعلا وهو الأجر على الشئ فعلا أو قولا، قال: والمراد في الحديث أن يكتب الغزو على الرجل فيعطي رجلا آخر شيئا ليخرج مكانه، أو يدفع المقيم إلى الغازي شيئا فيقيم الغازي ويخرج هو، وقيل: الجعل والجعالة أن يكتب البعث على الغزاة فيخرج من الأربعة والخمسة رجل واحد ويجعل له جعل. وقال ابن عباس: إن جعله عبدا أو أمة فهو غير طائل، وإن جعله في كراع أو سلاح فلا بأس، أي أن الجعل الذي يعطيه للخارج، إن كان عبدا أو أمة يختص به، فلا عبرة به، وإن كان يعينه
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست