يركضن عند الزنابى، وهي جاهدة، يكاد يخطفها طورا وتهتلك (* وروي هذا البيت في ديوان زهير على هذه الصورة:
عند الذنابى، لها صوت وأزملة، * يكاد يخطفها طورا وتهتلك.) قال: ركضها طيرانها، وقال آخر:
ولى حثيثا، وهذا الشيب يطلبه، لو كان يدركه ركض اليعاقيب جعل تصفيقها بجناحيها في طيرانها ركضا لاضطرابها. قال ابن الأثير (* قوله قال ابن إلخ هو تفسير لحديث ابن عباس المتقدم فلعل بمسودة المؤلف تخريجا اشتبه على الناقل منه فقدم وأخر.): أصل الركض الضرب بالرجل والإصابة بها كما تركض الدابة وتصاب بالرجل، أراد الإضرار بها والأذى، المعنى أن الشيطان قد وجد بذلك طريقا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها حتى أنساها ذلك عادتها، وصار في التقدير كأنه يركض بآلة من ركضاته. وفي حديث ابن عبد العزيز قال: إنا لما دفنا الوليد ركض في لحده أي ضرب برجله الأرض.
والتركضى والتركضاء: ضرب من المشي على شكل تلك المشية، وقيل: مشية التركضى مشية فيها ترقل وتبختر، إذا فتحت التاء والكاف قصرت، وإذا كسرتهما مددت.
وارتكض الشئ: اضطرب، ومنه قول بعض الخطباء: انتقضت مرته وارتكضت جرته. وارتكض فلان في أمره: اضطرب، وربما قالوا ركض الطائر إذا حرك جناحيه في الطيران، قال رؤبة:
أرقني طارق هم أرقا، وركض غربان غدون نعقا وأركضت الفرس: تحرك ولدها في بطنها وعظم، وأنشد ابن بري لأوس بن غلفاء الهجيمي:
ومركضة صريحي أبوها، نهان لها الغلامة والغلام وفلان لا يركض المحجن، عن ابن الأعرابي، أي لا يمتعض من شئ ولا يدفع عن نفسه.
والمركض: محراث النار ومسعرها، قال عامر ابن العجلان الهذلي:
ترمض من حر نفاحة، كما سطح الجمر بالمركض وركاض: اسم، والله أعلم.
* رمض: الرمض والرمضاء: شدة الحر. والرمض: حر الحجارة من شدة حر الشمس، وقيل: هو الحر والرجوع عن المبادي إلى المحاضر، وأرض رمضة الحجارة. والرمض: شدة وقع الشمس على الرمل وغيره: والأرض رمضاء. ومنه حديث عقيل: فجعل يتتبع الفئ من شدة الرمض، وهو، بفتح الميم، المصدر، يقال: رمض يرمض رمضا. ورمض الإنسان رمضا: مضى على الرمضاء، والأرض رمضة. ورمض يومنا، بالكسر، يرمض رمضا: اشتد حره. وأرمض الحر القوم: اشتد عليهم. والرمض: مصدر قولك رمض الرجل يرمض رمضا إذا احترقت قدماه في شدة الحر، وأنشد:
فهن معترضات، والحصى رمض، والريح ساكنة، والظل معتدل ورمضت قدمه من الرمضاء أي احترقت. ورمضت الغنم ترمض رمضا إذا رعت في شدة