لسان العرب - ابن منظور - ج ٧ - الصفحة ٤٥٢
حتى ترى الجواظ من فظاظها ويقال: رجل فظ بين الفظاظة والفظاظ والفظظ، قال رؤبة:
تعرف منه اللؤم والفظاظا وأفظظت الرجل وغيره: رددته عما يريد. وإذا أدخلت الخيط في الخرت، فقد أفظظته، عن أبي عمرو. والفظ: ماء الكرش يعتصر فيشرب منه عند عوز الماء في الفلوات، وبه شبه الرجل الفظ الغليظ لغلظه. وقال الشافعي: إن افتظ رجل كرش بعير نحره فاعتصر ماءه وصفاه لم يجز أن يتطهر به، وقيل: الفظ الماء يخرج من الكرش لغلظ مشربه، والجمع فظوظ، قال:
كأنهم، إذ يعصرون فظوظها، بدجلة، أو ماء الخريبة مورد أراد أو ماء الخريبة مورد لهم، يقول: يستبيلون خيلهم ليشربوا أبوالها من العطش، فإذا الفظوظ هي تلك الأبوال بعينها. وفظه وافتظه: شق عنه الكرش أو عصره منها، وذلك في المفاوز عند الحاجة إلى الماء، قال الراجز:
بجك كرش الناب لافتظاظها الصحاح: الفظ ماء الكرش، قال حسان بن نشبة:
فكونوا كأنف الليث، لا شم مرغما، ولا نال فظ الصيد حتى يعفرا يقول: لا يشم ذلة فترغمه ولا ينال من صيده لحما حتى يصرعه ويعفره لأنه ليس بذي اختلاس كغيره من السباع. ومنه قولهم: افتظ الرجل، وهو أن يسقي بعيره ثم يشد فمه لئلا يجتر، فإذا أصابه عطش شق بطنه فقطر فرثه فشربه. والفظيظ: ماء المرأة أو الفحل زعموا، وليس بثبت، وأما كراع فقال: الفظيظ ماء الفحل في رحم الناقة، وفي المحكم: ماء الفحل، قال الشاعر يصف القطا وأنهن يحملن الماء لفراخهن في حواصلهن:
حملن لها مياها في الأداوى، كما يحملن في البيظ الفظيظا والبيظ: الرحم. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أنت أفظ وأغلظ من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رجل فظ أي سئ الخلق. وفلان أفظ من فلان أي أصعب خلقا وأشرس. والمراد ههنا شدة الخلق وخشونة الجانب، ولم يرد بهما المفاضلة في الفظاظة والغلظة بينهما، ويجوز أن يكون للمفاضلة ولكن فيما يجب من الإنكار والغلظة على أهل الباطل، فإن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان رؤوفا رحيما، كما وصفه الله تعالى، رفيقا بأمته في التبليغ غير فظ ولا غليظ، ومنه أن صفته في التوراة: ليس بفظ ولا غليظ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، قالت لمروان: إن النبي، صلى الله عليه وسلم، لعن أباك وأنت فظاظة من لعنة الله، بظاءين، من الفظيظ وهو ماء الكرش، قال ابن الأثير:
وأنكره الخطابي. وقال الزمخشري: أفظظت الكرش اعتصرت ماءها، كأنه عصارة من اللعنة أو فعالة من الفظيظ ماء الفحل أي نطفة من اللعنة، وقد روي فضض من لعنة الله، بالضاد، وقد تقدم.
* فوظ: فاظت نفسه فوظا: كفاظت فيظا. وفاظ الرجل يفوظ فوظا وفواظا، وسنذكره في فيظ. قال ابن جني: ومما يجوز في القياس، وإن لم يرد به
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الصاد فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 4
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الجيم 10
5 فصل الحاء المهملة 11
6 فصل الخاء المعجمة 20
7 فصل الدال المهملة 34
8 فصل الراء 39
9 فصل الشين المعجمة 44
10 فصل الصاد المهملة 51
11 فصل العين المهملة 52
12 فصل الغين المعجمة 60
13 فصل الفاء 63
14 فصل القاف 68
15 فصل الكاف 84
16 فصل اللام 86
17 فصل الميم 89
18 فصل النون 95
19 فصل الهاء 103
20 فصل الواو 104
21 فصل الياء 109
22 حرف الضاد فصل الألف 110
23 فصل الباء الموحدة 116
24 فصل التاء المثناة فوقها 129
25 فصل الجيم 129
26 فصل الحاء المهملة 132
27 فصل الخاء المعجمة 143
28 فصل الدال المهملة 148
29 فصل الراء 149
30 فصل الشين المعجمة 165
31 فصل الصاد المعجمة 165
32 فصل العين المهملة 165
33 فصل الغين المعجمة 193
34 فصل الفاء 202
35 فصل القاف 213
36 فصل الكاف 226
37 فصل اللام 227
38 فصل الميم 227
39 فصل النون 235
40 فصل الهاء 247
41 فصل الواو 249
42 فصل الياء 252
43 حرف الطاء فصل الألف 253
44 فصل الباء الموحدة 258
45 فصل التاء المثناة 266
46 فصل الثاء المثلثة 266
47 فصل الجيم 269
48 فصل الحاء المهملة 269
49 فصل الخاء المعجمة 280
50 فصل الدال المهملة 301
51 فصل الذال المعجمة 301
52 فصل الراء 302
53 فصل الزاي 307
54 فصل السين المهملة 308
55 فصل الشين المعجمة 327
56 فصل الصاد المهملة 340
57 فصل الضاد المعجمة 340
58 فصل الطاء المهملة 345
59 فصل العين المهملة 347
60 فصل الغين المعجمة 358
61 فصل الفاء 366
62 فصل القاف 373
63 فصل الكاف 386
64 فصل اللام 387
65 فصل الميم 397
66 فصل النون 410
67 فصل الهاء 421
68 فصل الواو 424
69 فصل الياء 434
70 فصل الظاء المعجمة 436
71 فصل الجيم 437
72 فصل الحاء المهملة 439
73 فصل الخاء المعجمة 443
74 فصل الدال المهملة 443
75 فصل الراء 444
76 فصل الشين المعجمة 445
77 فصل العين المهملة 447
78 فصل الغين المعجمة 449
79 فصل الفاء 451
80 فصل القاف 454
81 فصل الكاف 457
82 فصل اللام 458
83 فصل الميم 462
84 فصل النون 464
85 فصل الواو 465
86 فصل الياء 466