بالتراب في النار ساعة، ثم يخرج كأنه البسر قد تبرأ اللحم من العظم من شدة نضجه، وقيل: الحنبذ أن يشوي اللحم على الحجارة المحماة، وهو محنذ، وقيل: الحنيذ أن يأخذ الشاة فيقطعها ثم يجعلها في كرشها ويلقي مع كل قطعة من اللحم في الكرش رضفة، وربما جعل في الكرش قدحا من لبن حامض أو ماء ليكون أسلم للكرش أن ينقد، ثم يخللها بخلال وقد حفر لها بؤرة وأحماها فيلقي الكرش في البؤرة ويغطيها ساعة، ثم يخرجها وقد أخذت من النضج حاجتها، وقيل: الحنيذ المشوي عامة، وقيل: الحنيذ الشواء الذي لم يبالغ في نضجه، والفعل كالفعل، ويقال: هو الشواء المغموم الذي يحنذ أي يغير، وهي أقلها.
التهذيب: الحنذ اشتواء اللحم بالحجارة المسخنة، تقول: حنذته حنذا وحنذه يحنذه حنذا. وأحنذ اللحم أي أنضجه.
وحنذت الشاة أحنذها حنذا أي شويتها وجعلت فوقها حجارة محماة لتنضجها، وهي حنيذ، والشمس تحنذ أي تحرق. والحنذ: شدة الحر وإحراقه، قال العجاج يصف حمارا وأتانا:
حتى إذا ما الصيف كان أمجا، ورهبا من حنذه أن يهرجا ويقال: حنذته الشمس أي أحرقته. وحناذ محنذ على المبالغة أي حر محرق، قال بخدج يهجو أبا نخيلة:
لاقى النخيلات حناذا محنذا مني، وشلا للأعادي مشقذا أي حرا ينضجه ويحرقه. وحنذ الفرس يحنذه حنذا. وحناذا، فهو محنوذ وحنيذ: أجراه أو ألقى عليه الجلال ليعرق. والخيل تحنذ إذا ألقيت عليها الجلال بعضها على بعض لتعرق. الفراء:
ويقال: إذا سقيت فاحنذ يعني أخفس، يقول: أقل الماء وأكثر النبيذ، وقيل: إذا سقيت فاحنذ أي عرق شرابك أي صب فيه قليل ماء. وفي التهذيب: أحنذ، بقطع الألف، قال: وأعرق في معنى أخفس، وذكر المنذري: أنا أبا الهيثم أنكر ما قاله الفراء في الإحناذ انه بمعنى أخفس وأعرق وعرف الإخفاس والإعراق. ابن الأعرابي: شراب محنذ ومخفس وممذى وممهى إذا أكثر مزاجه بالماء، قال: وهذا ضد ما قاله الفراء. وقال أبو الهيثم: أصل الحناذ من حناذ الخيل إذا ضمرت، قال: وحناذها أن يظاهر عليها جل فوق جل حتى تجلل بأجلال خمسة أو ستة لتعرق الفرس تحت تلك الجلال ويخرج العرق شحمها، كي لا يتنفس تنفسا شديدا إذا جرى. وفي بعض الحديث: أنه أتى بضب محنوذ أي مشوي، أبو الهيثم: أصله من حناذ الخيل، وهو ما ذكرناه. وفي حديث الحسن: عجلت قبل حينذها بشوائها أي عجلت القرى ولم تنتظر المشوي. وحنذ الكرم: فرغ من بعضه، وحنذ له يحنذ: أقل الماء وأكثر الشراب كأخفس. وحنذت الفرس أحنذه حنذا، وهو أن يحضره شوطا أو شوطين ثم يظاهر عليه الجلال في الشمس ليعرق تحتها، فهو محنوذ وحنيذ، وإن لم يعرق قيل: كبا.
وحنذ: موضع قريب من مكة، بفتح الحاء والنون والذال المعجمة، قال الأزهري: وقد رأيت بوادي الستارين من ديار بني سعد عين ماء عليه نخل زين عامر وقصور من قصور مياه الأعراب يقال لذلك الماء حنيذ، وكان نشيله حارا فإذا حقن في السقاء