وموجل موجع، فإن كان مع ذلك معتل الآخر فالفعل منه منصوب ذهبت الواو في يفعل أو ثبتت كقولك المولى والموفى والموعى من يلي ويفي ويعي. قال ابن بري: قوله في استثنائه إلا أحرفا جاءت نوادر، قالوا دخلوا موحد موحد، قال: موحد ليس من هذا الباب وإنما هو معدول عن واحد فيمتنع من الصرف للعدل والصفة كأحاد، ومثله مثنى وثناء ومثلث وثلاث ومربع ورباع. قال: وقال سيبويه: موحد فنحوه لأنه ليس بمصدر ولا مكان وإنما هو معدول عن واحد، كما أن عمر معدول عن عامر.
وقد تواعد القوم واتعدوا، والاتعاد: قبول الوعد، وأصله الاوتعاد قلبوا الواو تاء ثم أدغموا. وناس يقولون: ائتعد يأتعد، فهو مؤتعد، بالهمز، كما قالوا يأتسر في ائتسار الجزور. قال ابن بري: ثوابه إيتعد ياتعد، فهو موتعد، من غير همز، وكذلك إيتسر ياتسر، فهو موتسر، بغير همز، وكذلك ذكره سيبويه وأصحابه يعلونه على حركة ما قبل الحرف المعتل فيجعلونه ياء إن انكسر ما قبلها، وألفا إن انفتح ما قبلها، وواوا إذا انضم ما قبلها، قال: ولا يجوز بالهمز لأنه أصل له في باب الوعد واليسر، وعلى ذلك نص سيبويه وجميع النحويين البصريين. وواعده الوقت والموضع وواعده فوعده: كان أكبر وعدا منه. وقال مجاهد في قوله تعالى: ما أخلفنا موعدك بملكنا، قال: الموعد العهد، وكذلك قوله تعالى: وأخلفتم موعدي، قال: عهدي. وقوله عز وجل: وفي السماء رزقكم وما توعدون، قال: رزقكم المطر، وما توعدون: الجنة. قال قتادة في قوله تعالى: واليوم الموعود، إنه يوم القيامة.
وفرس واعد: يعدك جريا بعد جري. وأرض واعدة: كأنها تعد بالنبات. وسحاب واعد: كأنه يعد بالمطر. ويوم واعد: يعد بالحر، قال الأصمعي: مررت بأرض بني فلان غب مطر وقع بها فرأيتها واعدة إذا رجي خيرها وتمام نبتها في أول ما يظهر النبت، قال سويد بن كراع:
رعى غير مذعور بهن وراقه لعاع، تهاداه الدكادك، واعد ويقال للدابة والماشية إذا رجي خيرها وإقبالها: واعد، وقال الراجز: كيف تراها واعدا صغارها، يسوء شناء العدى كبارها؟
ويقال: يومنا يعد بردا. ويوم واعد إذا وعد أوله بحر أو برد. وهذا غلام تعد مخايله كرما، وشيمه تهد جلدا وصرامة.
والوعيد والتوعد: التهدد، وقد أوعده وتوعده. قال الجوهري: الوعد يستعمل في الخير والشر، قال ابن سيده: وفي الخير الوعد والعدة، وفي الشر الإيعاد والوعيد، فإذا قالوا أوعدته بالشر أثبتوا الألف مع الباء، وأنشد لبعض الرجاز:
أوعدني بالسجن والأداهم رجلي، ورجلي شثنة المناسم قال الجوهري: تقديره أوعدني بالسجن وأوعد رجلي بالأداهم ورجلي شثنة أي قوية على القيد. قال الأزهري: كلام العرب وعدت الرجل خيرا ووعدته شرا، وأوعدته خيرا وأوعدته شرا، فإذا لم يذكروا الشر قالوا: وعدته ولم يدخلوا ألفا، وإذا لم يذكروا الشر قالوا:
أوعدته ولم يسقطوا الألف، وأنشد لعامر بن الطفيل: