لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ١٣٧
وإنك إن حملت على جواد، رمت بك ذات غرز أو ركاب معناه: إن تزوجت لم ترض امرأتك بك، شبهها بالفرس أو الناقة النفور كأنها تنفر منه كما ينفر الفرس الذي لا يطاوع وتوصف الأتان بذلك، أنشد ثعلب:
إن زل فوه عن جواد مئشير، أصلق ناباه صياح العصفور (* قوله زل فوه هكذا بالأصل والذي يظهر أنه زلقوه أي أنزلوه عن جواد إلخ قرع بنابه على الأخرى مصوتا غيظا.) والجمع جياد وكان قياسه أن يقال جواد، فتصح الواو في الجمع لتحركها في الواحد الذي هو جواد كحركتها في طويل، ولم يسمع مع هذا عنهم جواد في التكسير البتة، فأجروا واو جواد لوقوعها قبل الألف مجرى الساكن الذي هو واو ثوب وسوط فقالوا جياد، كما قالوا حياض وسياط، ولم يقولوا جواد كما قالوا قوام وطوال.
وقد جاد في عدوه وجود وأجود وأجاد الرجل وأجود إذا كان ذا دابة جواد وفرس جواد، قال الأعشى:
فمثلك قد لهوت بها وأرض مهامه، لا يقود بها المجيد واستجاد الفرس: طلبه جوادا. وعدا عدوا جوادا وسار عقبة جوادا أي بعيدة حثيثة، وعيبتين جوادين وعقبا جيادا وأجوادا، كذلك إذا كانت بعيدة. ويقال: جود في عدوه تجويدا.
وجاد المطر جودا: وبل فهو جائد، والجمع جود مثل صاحب وصحب، وجادهم المطر يجودهم جودا. ومطر جود: بين الجود غزير، وفي المحكم يروي كل شئ. وقيل: الجود من المطر الذي لا مطر فوقه البتة. وفي حديث الاستسقاء: ولم يأت أحد من ناحية إلا حدث بالجود وهو المطر الواسع الغزير. قال الحسن: فأما ما حكى سيبويه من قولهم أخذتنا بالجود وفوقه فإنما هي مبالغة وتشنيع، وإلا فليس فوق الجود شئ، قال ابن سيده:
هذا قول بعضهم، وسماء جود وصفت بالمصدر، وفي كلام بعض الأوائل: هاجت بنا سماء جود وكان كذا وكذا، وسحابة جود كذلك، حكاه ابن الأعرابي.
وجيدت الأرض: سقاها الجود، ومنه الحديث: تركت أهل مكة وقد جيدوا أي مطروا مطرا جودا. وتقول: مطرنا مطرتين جودين. وأرض مجودة: أصابها مطر جود، وقال الراجز:
والخازباز السنم المجودا وقال الأصمعي: الجود أن تمطر الأرض حتى يلتقي الثريان، وقول صخر الغي:
يلاعب الريح بالعصرين قصطله، والوابلون وتهتان التجاويد يكون جمعا لا واحد له كالتعاجيب والتعاشيب والتباشير، وقد يكون جمع تجواد، وجادت العين تجود جودا وجؤودا: كثر دمعها، عن اللحياني. وحتف مجيد: حاضر، قيل: أخذ من جود المطر، قال أبو خراش: غدا يرتاد في حجرات غيث، فصادف نوءه حتف مجيد وأجاده: قتله. وجاد بنفسه عند الموت يجود جودا وجو ودا: قارب أن يقضي، يقال: هو يجود بنفسه إذا كان في السياق، والعرب تقول: هو يجود بنفسه، معناه يسوق بنفسه، من قولهم: إن فلانا ليجاد إلى فلان أي يساق إليه. وفي الحديث: فإذا ابنه إبراهيم، عليه السلام، يجود بنفسه أي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإنسان ماله يجود به، قال: والجود الكرم
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518