وبرذون، ملحقان بجردحل، أو لم يكونا له، كعليق (1)، وقبيط (2)، وذلك لمشابهتهما، إذن، للحروف الصحيحة، بقلة المدة فيهما، لان المد في الأغلب لا يكون إلا في الألف، والواو والياء اللتين حركة ما قبلهما من جنسهما.
وأما مذهب " ورش " (3) في مد نحو: الموت، والحسين، وقفا فمما انفرد به.
وإنما حذف الحرفان ههنا لأنه كان الأولى حذف المد الزائد، لكن لما لم يكن آخرا، والترخيم حذف الاخر، لم يجز حذفه، فلما حذف الحرف الأخير صار متطرفا فتبعه في السقوط.
ولو قال: يحذف حرفان فيما قبل آخره حرف مد وهو أكثر من أربعة لعم نحو عمار ومروان ولكنه فصل هذا التفصيل تنبها على تخالف علتي الحذف في الصنفين، كما ذكرنا.
قوله: " وهو أكثر من أربعة أحرف "، إنما اشترط هذا، لئلا يبقى بعد الحذف على حرفين.
والفراء يجيز حذف المد أيضا في نحو: سعيد، وعمود، وعماد، لكن لا يوجبه كما في نحو: عمار ومسكين ومنصور.
قوله: " وهو أكثر من أربعة أحرف ": قيد في قوله، أو حرف صحيح قبله مدة، لا في قوله: " زيادتان في حكم الواحدة "، لان نحو: يدان، ودمان، وثبون، وقلون (4)، ودمى: يرخم بحذف زيادتين للترخيم لان بقاء الكلمة على حرفين فيه، ليس لأجل الترخيم بل قبله كان كذلك كما قلنا في نحو: ثبة، وشاة.