أن الذهب لا يبليه الثرى ولا يصدئه الندى ولا تنقصه الأرض ولا تأكله النار ولا تتغير ريحه على الفرك وأنه ألطف شئ شخصا وأثقل شئ ميزانا قال وقليله يلقى في الزئبق فيرسب ويلقى الكثير من غيره فيطفو وأخبرني أن الفضة تصدأ وتنتن وتبلى في الحمأة وقد روى أبو قتادة عن الأوزاعي قال كتب عمر بن عبد العزيز في اليد إذا قطعت أن تختم بالذهب فإنه لا يقيح 14 - وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر يأجوج ومأجوج وأن نبي الله عيسى عليه السلام يحضر وأصحابه فيرغب إلى الله عز وجل فيرسل عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة قال ثم يرسل الله مطرا فتغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة حدثنيه محمد عن أخيه بن الوليد بن برد عن بشر بن بكر عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر الحمصي عن عبد الرحمن بن نفير الحضرمي عن أبيه عن النواس بن سمعان الكلابي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك النغف دود يكون في أنوف الغنم والإبل واحدتها نغفة ومنه قولك للرجل تحتقره يا نغفة وقوله فيصبحون فرسى أي قتلى ومنه يقال فرس الذئب الشاة يفرسها فرسا وقد أفرس الراعي إذا فرس الذئب شاة من غنمه وهذه فريسة الأسد وأصل الفرس دق العنق ثم كثر واستعمل حتى صير كل قتل فرسا وواحد فرسى فريس مثل قتيل وقتلى وأنشد الأصمعي لطفيل الغنوي [من الوافر] ويترك ماله فرسى ويقرش * إلى ما كان من ظفر وناب يقرش يجمع ومنه قيل قريش ويقال ذبح الرجل ففرس إذا بلغ
(٧٨)