أنهار من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها صداع ولا ندامة ثم بايعه على أن يحل حيث شاء ولا يجر عليه إلا نفسه يرويه إبراهيم بن المنذر عن عبد الرحمن بن المغيرة حدثني عبد الرحمن بن عياش السمعي الأنصاري عن دلهم بن الأسود عن عاصم ابن لقيط أن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ذلك عنه في حديث فيه طول اختصرته واقتصرت منه على ما يفسر قوله فأرسل السماء بهضب أي بمطر يقال هضبت السماء تهضب هضبا قال الكميت من الطويل سحابته ما شمتها فهي تهضب أي تمطر وقال العجاج [من الرجز] سحا أهاضيب وبرقا مرعجا فالأهاضيب دفعات من المطر وهو جمع الجمع كأنه جمع أهضاب وأهضاب جمع هضب مثل قول وأقوال وأقاويل والمرعج من البرق هو المتتابع يقال أرعج البرق وارتعج إذا كثر وتتابع وقوله أنبئك بمثل ذلك في إل الله الإل هاهنا بمعنى الربوية ومنه قول أبي بكر حين سمع كلام مسيلمة " إنه لكلام لم يخرج من إل " كأنه أراد أخبرك بمثل ذلك في قدرته وفي إلاهيته فإل في غير هذا العهد وهو أيضا القرابة وقوله فتخرجون من الأصواء يعني القبور وأصل الأصواء الأعلام تنصب في الأرض للهدى شبه القبور بها وهي أيضا الصوى واحدها صوة ومنه الحديث " إن للإسلام صوى ومنارا كمنار الطريق " قال رؤبة وذكر السراب
(٢٢٩)