شرية واحدة ووصف الأرض بالنبات في هذا أشبه بالمعنى من اللفظين الأولين لأنه شبه من أحياه الله من الموتى بالنبات الذي أخرجه الله من الأرض الهامدة بالمطر والدليل على ذلك قوله وهو أقدر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض ومثله في حديث له آخر قال " كيف يبعث الله الموتى فقال اضرب لك مثلا هل مررت بواد أهلك محلا قال نعم قال ثم مررت به يهتز خضرا قال نعم قال فكذلك يحيي الله الموتى والحنظل أخضر ناعم قال ذو الرمة وذكره [من الطويل] * إذا ما المطايا سفنها لم يذقنها * وإن كان أعلى نبتها ناعما نضرا ويضرب بها المثل في البريق والذي قال أبو النجم يصف إبلا [من الرجز] * شربت والحشو من حفانها كالحنظل قال الأصمعي شبهها بها في البريق والري وذلك أن الحنظلة إذا شققتها قطرت ماء والريطة الملاءة إذا لم تكن لفقين وجمعها رياط وريط فإذا كانت لفقين فليست بريطة وقوله فتخطمه بمثل الحمم الأسود أي تصيب خطمه يقال رأست الرجل وبطنته وكبدته وخطمته فأنا أرأسه وأبطنه وأكبده وأخطمه كل هذا إذا أردت أنك أصبت شيئا من ذلك ومنه الحديث في دابة الأرض " إن معها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتخطم أنف الكافر بالخاتم " وذكر الزيادي عن الأصمعي أنه قال في بيت أوس بن حجر [من الطويل] * يجود ويعطي المال من غير ضنة * ويخطم أنف الأبلخ المتغشم هذا مثل أي يضرب أنفه فيجعل له أثرا مثل أثر الخطام فيرده بصغر
(٢٣١)