وأما هذا الكتاب:
ففي عام 1366 ه. ش، اقترح جمع من المسؤولين في منظمة الإعلام الاسلامي، أن تتحمل المنظمة المذكورة أعباء إعداد مقتل معتبر للمعصومين (عليهم السلام) وذلك بسبب ما شوهد في بعض مجالس العزاء أن بعض الخطباء وقراء المراثي يذكرون أمورا لا تستند إلى مصدر معتبر، ثم تتناقلها صدور العامة ما يؤدي في الغالب إلى الاستهانة بمقام العصمة وكرامة أهل البيت (عليهم السلام)، فاتفقت كلمة المفكرين وأصحاب الكلمة على الحد من هذه الظاهرة.
ومن جملة الطرق المقبولة التي يمكن القيام بها في رفع هذا المحذور هو تصنيف مقتل جامع يستند إلى المصادر الموثوقة، تراعى في تنظيمه المتبينات الاعتقادية لدى الشيعة وإخضاع الاخبار - ما أمكن - إلى الموازين التي تثبت صحتها من سقمها.
ولأجل أن يأخذ هذا الاقتراح طريقه إلى حيز التنفيذ اتصلنا بأحد المحققين الراغبين في تحمل هذه المسؤولية ليبدأ المشروع بتقديم نموذج عن عمله إلى المنظمة لتضع في يده الإمكانات اللازمة بعد النظر فيه والمصادقة عليه، ولكن للأسف الشديد مضت سنوات وتعرض المحقق المذكور لحادثة مؤلمة فلم يبصر المشروع النور، حتى طرح الموضوع من جديد قبل أربع سنوات فشدد سماحة حجة الاسلام والمسلمين المحمدي العراقي رئيس منظمة الإعلام الإسلامي على تحويل الأمر لقسم الحديث في معهد أبحاث باقر العلوم (عليه السلام) ليقوم بأعباء هذه المسؤولية.
فأعدت مقدمات المشروع وتم تبادل الآراء مع المحققين وأصحاب النظر، وبدأت عملية استخراج المطالب المتعلقة بالمقتل من المصادر الأصيلة والمستندات التأريخية والحديثية، وبعد تبويب المطالب المستخرجة، تقرر تنظيمها في عدة فصول بشأن كل واحد من المعصومين (عليهم السلام) على الترتيب الآتي:
الفصل الأول: (في نبذة من شخصيته) يشار فيه إلى شخصية المعصوم (عليه السلام) وتأريخ ولادته واستشهاده، ومدة عمره وإمامته، على ما يؤيدها الكتاب، وألقابه وكنيته واسم أبيه وأمه وأولاده بمقدار الحاجة ومراعاة الاختصار.