المجالس الليلية، خاصة وأن هذا الكتاب يحتوي نثرا جميلا ولحنا حماسيا.
كما أن كتاب " إكسير العبادات في أسرار الشهادات " لمؤلفه الملا آقا ابن العابد الشيرواني الدربندي (ت: 1286 ه) نقل تفصيلي في المقتل، مع ما فيهما من الأمور التي لا تستند إلى مصدر معتبر. وان ترجمته الفارسية معروفة بعنوان " أسرار الشهادة دربندي " والملفت للانتباه أن هناك ستة كتب في المقتل تحمل هذا العنوان وقد صنفت بأجمعها في أيام الدولة القاجارية. (1) ومن بين (المقاتل) التي تم الاهتمام بها في الآونة الأخيرة، كتاب " اللهوف " لعلى بن موسى بن جعفر بن طاووس (ت: 664 ه) و " نفس المهموم " للمحدث والمحقق الحاج الشيخ عباس القمي (ت: 1359 ه)، و " مقتل الحسين " للسيد عبد الرزاق الموسوي المقرم (ت: 1391 ه) وحوالي مائة كتاب آخر باللغة العربية والفارسية والتركية والأردية، يحظى كل واحد منها بمزايا خاصة والتفاتات فريدة.
الجدير بالذكر في هذا المجال أن كتاب " الذريعة " برغم ذكره أربعة عشر عنوانا لمقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) (2) إلا أن الموجود حاليا في مكتبات المراكز العلمية من المقاتل التي تخص أحد الأئمة المعصومين (عليهم السلام) غير الإمام الحسين (عليه السلام) لا يتجاوز عدد أصابع اليد، وهذا يدعو المحققين والمؤلفين إلى التأمل. وهو في الوقت ذاته إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الاهتمام الذي بذلته الشيعة في الحفاظ على ذكرى واقعة كربلاء ومجالس العزاء التي تقام سنويا وشهريا في جميع الأقطار الاسلامية.
والذي يجب على المحققين والمفكرين هو البحث العميق والجريء المستوعب لجميع النصوص التأريخية والروائية الموجودة في المكتبات العامة والخاصة لاستخراج وتنقيح جميع الابعاد التي يمكنها أن تعكس الصورة الحقيقية لاستشهاد المعصومين (عليهم السلام) وعرضها على جميع أرجاء المعمورة بما يتناسب وسيرة هؤلاء الهداة الصادقين وحياتهم الربانية، ليشغف أسماع الأجيال على مر العصور بترانيم الصدق والشجاعة والشهامة والمروءة.