أمير المؤمنين هل تعلم ما صنعت الليلة؟ قال: لا والله، فما الذي صنعت؟! ويلك، قلت: فإنك صرت إلى ابن الرضا (عليهما السلام) وهو نائم، فقطعته إربا إربا وذبحته بسيفك، وخرجت من عنده، قال: ويلك ما تقولين؟! قلت: أقول ما فعلت.
فصاح: يا ياسر، وقال: ما تقول هذه الملعونة ويلك؟! قال: صدقت في كل ما قالت: قال إنا لله وإنا إليه راجعون، هلكنا وافتضحنا، ويلك يا ياسر بادر إليه فائتني بخبره.
فركض إليه، ثم عاد مسرعا فقال: يا أمير المؤمنين البشرى! قال: فما وراك؟ قال:
دخلت إليه، فإذا هو قاعد يستاك، وعليه قميص ودواج فبقيت متحيرا في أمره، ثم أردت أن أنظر إلى بدنه هل فيه شيء من الأثر؟ فقلت له: أحب أن تهب لي هذا القميص الذي عليك أتبرك به.
فنظر إلى وتبسم كأنه علم ما أردت بذلك، فقال: أكسوك كسوة فاخرة. فقلت:
لست أريد غير هذا القميص الذي عليك. فخلعه وكشف لي بدنه كله، فوالله ما رأيت أثرا.
فخر المأمون ساجدا، ووهب لياسر ألف دينار، وقال: الحمد لله الذي لم يبتلني بدمه.
ثم قال: يا ياسر أما مجيء هذه الملعونة إلى وبكاؤها بين يدي فأذكره، وأما مضيي إليه، فلست أذكره. فقال ياسر: [يا مولاي] والله ما زلت تضربه بسيفك وأنا وهذه ننظر إليك وإليه حتى قطعته قطعة قطعة، ثم وضعت سيفك على حلقه فذبحته وأنت تزبد كما يزبد البعير.
فقال: الحمد لله. ثم قال لي: والله لئن عدت بعدها (في شيء مما جرى) لأقتلنك ثم قال لياسر: إحمل إليه عشرة آلاف دينار وقد إليه الشهري الفلاني، وسله الركوب