[512] - 22 - وقال ابن قتيبة:
وخرج علي كرم الله وجهه يحمل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) على دابة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة، فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر، ما عدلنا به، فيقول علي كرم الله وجهه أفكنت أدع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيته لم أدفنه، وأخرج أنازع الناس سلطانه؟ فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم. (1) [513] - 23 - وروى سليم بن القيس:
عن سلمان الفارسي... فلما كان الليل حمل على فاطمة (عليها السلام) على حمار وأخذ بيدي ابنيه الحسن والحسين (عليهما السلام) فلم يدع أحدا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا أتاه في منزله فناشدهم الله حقه ودعاهم إلى نصرته فما استجاب منهم رجل غيرنا الأربعة فإنا حلقنا رؤوسنا وبذلنا له نصرتنا، وكان الزبير أشدنا بصيرة في نصرته، فلما رأى علي (عليه السلام) خذلان الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إياه لزم بيته، فقال عمر لأبى بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع فإنه لم يبق أحد إلا قد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة، وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا، والآخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما، فقال له أبو بكر: من نرسل إليه؟ فقال: عمر نرسل إليه قنفذا وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب فأرسله وأرسل معه أعوانا وأنطلق فاستأذن على علي (عليه السلام) فأبي أن يأذن لهم فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمرو هما جالسان في المسجد و الناس حولهما فقالوا لم يؤذن لنا، فقال عمر اذهبوا فإن أذن لكم وإلا فأدخلوا بغير إذن. فانطلقوا فاستأذنوا. فقالت فاطمة (عليها السلام) أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن فرجعوا وثبت قنفذ الملعون فقالوا إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن بغضب عمر وقال مالنا وللنساء ثم أمر أناسا حوله أن يحملوا الحطب