عائشة أن فاطمة (عليها السلام) بنت النبي (صلى الله عليه وآله) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر:
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لا نورث، ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا اغير شيئا من صدقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها... (1) [292] - 58 - روى ابن أبي الحديد:
عن أبي بكر الجوهري قال: حدثنا أبو زيد، عن هارون بن عمير، عن الوليد ابن مسلم، عن إسماعيل بن عباس، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن مولى أم هانىء، قال: دخلت فاطمة على أبي بكر بعد ما استخلف، فسألته ميراثها من أبيها، فمنعها فقالت له: لئن مت اليوم من كان يرثك؟ قال: ولدى وأهلي، قالت: فلم ورثت أنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) دون ولده وأهله؟ قال: فما فعلت يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)! قالت: بلى، إنك عمدت إلى فدك، وكانت صافية لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخذتها، وعمدت إلى ما أنزل الله من السماء، فرفعته عنا، فقال: يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم أفعل; حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن الله تعالى يطعم النبي (صلى الله عليه وآله) الطعمة ما كان حيا، فإذا قبضه الله إليه رفعت، فقالت:
أنت ورسول الله أعلم، ما أنا بسائلتك بعد مجلسي. ثم انصرفت. (2) [293] - 59 - وروى أيضا:
عن الجوهري قال: أخبرنا أبو زيد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن الفضل، عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل قال: أرسلت فاطمة إلى