كشف الغطاء ما ازددت يقينا " (1).
إن التأمل في تمام الأبعاد الشامخة المتطاولة لهذه الشخصية يكشف عن رقي مركزها المعنوي، والموقع الذي يحظى به الإمام على قمم المعنوية وذراها. ومع ذلك كله، لو لم تكن إلا هذه الكلمات المنيفة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في إضاءة هذا الجانب من شخصية علي لكفاه كي يتبؤأ أرقى مواقع هذا الخط، ويحلق في أقصى ذرى المعنوية، حيث يقول فيه النبي: " علي خير البشر " وقوله: " خير من أترك بعدي ".
تدل هذه الكلمات النبوية السامقة على أن عليا هو الأفضل بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو الأكمل، وهو الشخصية التي لا يرقى إليها نظير. وهذه الفضيلة في الحقيقة هي أم فضائل الإمام، وهي رأسها جميعا.
علي زوج الزهراء البتول، ولو لم يكن كذلك لما كان لها كفؤ، وهذه آية التطهير تشهد لعلي بالطهارة والفلاح. لكن لعلي فوق ذلك فضيلة تسموا على الطهارة والعصمة، التي راح يفخر بها ملائكة الله المقربون وكرامه الكاتبون، واستوجبت رضا الله المطلق، ورضا رسوله وأمين الوحي الإلهي عنه؛ تلك هي سلوكه إلى الله، ومراحل تقربه إليه، وبلوغه المقصد الأعلى للإنسانية، والحظ الأوفى من الكمال، حتى كان من ذلك في الذروة القصوى، بحيث عد ذكره والنظر إليه عبادة لله المتعال.
ط: المنزلة الأخروية حينما بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأبلغ الأمر بالرسالة، وأرسل إلى هداية الأمة