موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٨ - الصفحة ٤٤٩
والزهد، والقضاء، والحكم، والفقه، والعلم، وكل ذلك لعلي (عليه السلام) منه النصيب الأوفر، والحظ الأكبر، إلى ما ينفرد به من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين آخى بين أصحابه: " أنت أخي " وهو (صلى الله عليه وآله) لا ضد له، ولا ند، وقوله صلوات الله عليه: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي " وقوله عليه الصلاة والسلام:
" من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه " ثم دعاؤه (عليه السلام) وقد قدم إليه أنس الطائر: " اللهم أدخل إلي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر " فدخل عليه علي إلى آخر الحديث. فهذا وغيره من فضائله وما اجتمع فيه من الخصال مما تفرق في غيره (1).
9 / 21 معاوية بن يزيد بن معاوية (2) 3985 - حياة الحيوان الكبرى - بعد ذكر خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان -:
ثم قام بالأمر بعده ابنه معاوية، وكان خيرا من أبيه، فيه دين وعقل، بويع له بالخلافة يوم موت أبيه، فأقام فيها أربعين يوما، وقيل: أقام فيها خمسة أشهر وأياما، وخلع نفسه، وذكر غير واحد أن معاوية بن يزيد لما خلع نفسه صعد المنبر فجلس طويلا، ثم حمد الله وأثنى عليه بأبلغ ما يكون من الحمد والثناء، ثم ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) بأحسن ما يذكر به، يا أيها الناس، ما أنا بالراغب في الائتمار

(١) مروج الذهب: ٢ / ٤٣٧.
(٢) معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، أبو ليلى الخليفة. بويع بعهد من أبيه. وكان شابا دينا خيرا من أبيه. فولي أربعين يوما، وقيل: ثلاثة أشهر، وقيل: بل ولي عشرين يوما. ومات وله ثلاث وعشرون سنة، وقيل: إحدى وعشرون سنة، وقيل: بل سبع عشرة سنة. وامتنع أن يعهد بالخلافة إلى أحد (راجع سير أعلام النبلاء: ٤ / 139 / 46).
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 » »»
الفهرست