لقيادة المستقبل، وتحديد المسار إلى أفضل إنسان يتسنم هذا الموقع، والمصداق الإلهي الوحيد لهذا العنوان.
على هذا الضوء خط رسول الله - للأمة والرسالة - قيادة الغد وسياسة المستقبل، بحيث راح يكتب جميع ما قاله على هذا الصعيد وجها آخر عبر هذه الرؤية. بيد أن ما يعنينا التركيز عليه في هذا المجال، هي تلك العناوين والأحاديث التي تمس هذه الحقيقة عن كثب وتتصل بها على نحو أوثق.
لقد سجل رسول الله (صلى الله عليه وآله) للإمام علي موقع الأب في بيان طبيعة صلته بالأمة، وهو يقول: " حق علي بن أبي طالب على هذه الأمة كحق الوالد على ولده ".
وها هو ذا النبي الأكرم يطلق على علي لقب " سيد العرب " و " سيد المسلمين " و " سيد الدنيا والآخرة "، حيث تكتسب هذه الألقاب إيحاءات خاصة بلحاظ ما ل " السيادة " من معنى.
كما كان من بين ما نحله به من ألقاب أخر تبعث على الفخر وصفه له ب " حجة الله " و " صاحب السر " و " الوزير " و " الوصي " و " الخليفة ". أما تعبيره عنه بأن حزبه حزب الله، و " علي مني وأنا منه " فيحمل دلالات مكثفة على ما نحن فيه ومعاني خاصة تدل عليه، بالأخص قوله: " علي مني وأنا منه " و " لحمه لحمي ودمه دمي " بلحاظ ما تحمله هذه الألفاظ من مدلولات في إطار وثقافة ذلك العصر.
ثم يجيء قول النبي: " علي مع الحق والحق مع علي " (1) و " علي مع القرآن والقرآن معه " (2) ليدلل بوضوح على أن إطاعة علي إطاعة لله وللرسول، واتباع