موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٨ - الصفحة ٢٦٥
٣٧٠٤ - الأمالي للطوسي عن ابن عباس: دخلت نسوة من المهاجرين والأنصار على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعدنها في علتها، فقلن لها: السلام عليك يا بنت رسول الله، كيف أصبحت؟ فقالت: أصبحت والله عائفة (١) لدنياكن، قالية (٢) لرجالكن، لفظتهم (٣) بعد إذ عجمتهم (٤)، وسئمتهم بعد إذ سبرتهم (٥)، فقبحا لأفون الرأي (٦) وخطل القول (٧) وخور القناة (٨)، و ﴿لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفى العذاب هم خلدون﴾ (9)، ولا جرم والله لقد قلدتهم ربقتها (10)، وشننت (11) عليهم عارها، فجدعا ورغما للقوم الظالمين.
ويحهم! أنى زحزحوها عن أبي الحسن! ما نقموا والله منه إلا نكير سيفه، ونكال وقعه، وتنمره (12) في ذات الله، وتالله لو تكافوا عليه عن زمام نبذه إليه

(١) العائف: الكاره للشيء، المتقذر له (لسان العرب: ٩ / ٢٦٠).
(٢) قليته: أبغضته وكرهته غاية الكراهة فتركته (لسان العرب: ١٥ / ١٩٨).
(٣) لفظت الشيء من فمي: رميته (لسان العرب: ٧ / ٤٦١).
(٤) يعجمه: أي يلوكه ويعضه (النهاية: ٣ / ١٨٧).
(٥) أسبره: أختبره وأعتبره (النهاية: ٢ / ٣٣٣).
(٦) الأفن: النقص (النهاية: ١ / ٥٧).
(٧) الخطل: المنطق الفاسد (النهاية: ٢ / ٥٠).
(٨) خار الرجل: ضعف وانكسر. والقناة: الرمح (لسان العرب: ٤ / ٢٦٢ وج ١٥ / ٢٠٣).
(٩) المائدة: ٨٠.
(١٠) الربقة في الأصل: عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها (النهاية: ٢ / ١٩٠) أي جعلت إثمها لازمة لرقابهم كالقلائد.
(١١) شن الماء: صبه وفرقه (لسان العرب: ١٣ / ٢٤٢).
(١٢) نمر وجهه: أي غيره وعبسه (لسان العرب: ٥ / 235).
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست